تسارعت التطورات بشأن ليبيا خلال 24 ساعة الأخيرة، بشكل خاص، فسياسياً، وقّع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قراراً بفرض عقوبات على ليبيا بينما كُشف النقاب عن مشروع قرار دولي بعقوبات من الأممالمتحدة يدعو إلى إحالة العنف في ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. قبل ذلك بوقت قصير هاجم المندوب الليبي «عبد الرحمن شلقم» الزعيم الليبي «معمر القذافي» مستغرباً إصراره على قتل أبناء شعبه، وجاء موقف «شلقم» المفاجئ بُعَيْد تهديد القذافي بأنه سيفتح مخازن الأسلحة للقبائل لتحويل ليبيا إلى جمر. بداية من القرار الأمريكي بفرض عقوبات على الحكومة الليبية، بسبب ما قال «أوباما» إنه "قمع عنيف للانتفاضة الشعبية" التي تشهدها. بناء عليه، وقّع أوباما على أمر تنفيذي بحجب الممتلكات والتحويلات التي لها صلة بليبيا. وقال في بيان إن هذه العقوبات تستهدف حكومة «القذافي» في الوقت الذي تحمي فيه الأصولَ المملوكة للشعب الليبي. وأشار إلى أن الحكومة الليبية خرقت كل المعايير الدولية والآداب العامة لذا وجب محاسبتُها، مضيفاً أن عدم الاستقرار في ليبيا يشكل تهديداً استثنائياً لبلاده. قبل ذلك، صدرت مسودة مشروع القرار الدولي بشأن الوضع في ليبيا، تضمن إحالة مرتكبي أعمال العنف في ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وفرضَ عقوبات على ليبيا منها حظرُ التسلح وحظر سفر مسؤولين ليبيين كبار وتجميدُ أصولهم. ويوجد في الأممالمتحدة إجماع واضح داخل مجلس الأمن على مشروع القرار الفرنسي البريطاني بفرض العقوبات على ليبيا، وإن كانت نقطة رفع ملف جرائم ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر فيها كجرائم ضد الإنسانية، مازالت نقطة معلقة. إذ تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن الصين تعارضها، والولايات المتحدة لم تتخذ قراراً بشأنها بعد. ويقول نائب فرنسا الدائم لدى الأممالمتحدة جيرارد أرود: "بلادي حريصة جداً على إدراج بند المحكمة الجنائية الدولية في القرار، وسنتوصل إلى لغة ترضي الجميع، ولكن فرنسا مصرة عليها". وعن موقفه من المحاسبة على جرائم القتل في ليبيا، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "المبدأ يتطلب محاسبة كل من يرتكب هذا الحجم من الجرائم وقد أوصيت مجلس الأمن بأخذ هذا بعين الاعتبار". أما المندوب الليبي الدائم «عبدالرحمن شلقم» فقد استغل جلسة الجمعة في مجلس الأمن لشن هجوم لاذع على صديقه السابق العقيد القذافي، في خطاب لم يكن متوقعا، وذلك بعد قبوله بإزالة صورة العقيد القذافي من مدخل البعثة، وقبوله أيضا برفع علم ليبيا السابق على مدخلها، بالرغم من وجود العلم الأخضر داخلها. وأثار طلب «شلقم» معونة مجلس الأمن لإنقاذ بلاده مشاعر الحاضرين، بدء منه ونائبه، وامتداداً إلى معظم الحاضرين، وطالب بموافقة سريعة للمجلس على مشروع القرار الفرنسي البريطاني. وسيشمل القرار لائحة حصلت، تضم أسماء 21 شخصية ليبية، بينهم العقيد القذافي وأفراد أسرته والمقربين إليه، فيمنع سفرهم ويأمر بتجميد أرصدتهم وممتلكاتهم.