تم يوم الأحد تخليد شيخ الأزهر الأسبق بمصر العلامة محمد الخضر حسين بمسقط رأسه مدينة طولقة بولاية بسكرة من خلال إطلاق اسمه على معهد وطني متخصص في التكوين المهني . و قام وزير التكوين والتعليم المهنيين الهادي خاليد -في إطار زيارة عمل إلى هذه الولاية للإشراف على مراسم دخول دورة فبراير 2011 التي جرت رسميا على مستوى هذا المعهد - بإزاحة الستار عن لوحة من الرخام مدشنا بذلك هذه المؤسسة التي تحمل اسم هذا العلامة ورجل الدين ذي الشهرة العالمية . وتضمنت النبذة التعريفية بهذه الشخصية أن العائلة التي ينتمي إليها العلامة هي جزائرية أصيلة من واحة طولقة هاجرت في النصف الثاني من القرن ال19 إبان فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر إلى منطقة نفطة بالجنوب التونسي حيث ولد بها سنة 1877 وحفظ فيها القرآن الكريم قبل الانتقال رفقة عائلته إلى تونس العاصمة سنة 1889 التي تخرج فيها من جامع الزيتونة. وتقلد العلامة محمد الخضر حسين في مسار حياته عدة مناصب بعدة بلدان منها توليه التدريس بالمدرسة السلطانية في دمشق (سوريا) وأسند إليه وزير الحربية العثماني أنور باشا وظيفة محرر حربي بالوزارة وأرسله في مهمة رسمية إلى برلين بألمانية التي مكث بها عدة شهور فتعلم اللغة الألمانية. كما حقق لعدة سنوات كتب التراث بالقسم الأدبي في دار الكتب المصرية ثم تحصل على شهادة العالمية من جامع الأزهر بعد امتحان خاضه بجدارة فأصبح واحدا من علماء الأزهر الشريف. وبتاريخ 6 سبتمبر 1952 تم اختياره لشغل منصب شيخ الأزهر ليكون بذلك الإمام الأكبر لهذه المنارة قبل أن يقدم استقالته من مشيخة الأزهر في 7 يناير 1954 مبررا ذلك بكونه تعرض لضغوط تريد منه العمل بما لا يرضيه وتفرغ إثر ذلك للبحث والتأليف حتى وفاته سنة 1958 ودفنه في مصر. إن مدينة طولقة (50 ألف نسمة) الفخورة بارثها الفكري والثقافي تستذكر بكل اعتزاز أحد أبنائها البارزين.