رأس جدير(تونس) - خطف المواطن التونسي، "ابن تركية حمدة" الأضواء عن اللا جئين المتوافدين على الحدود الليبية التونسية عند نقطة عبور رأس جدير حيث تتهاطل عليه من كل جهة عدسات المصورين الأجانب منهم والعرب. فبحيويته والطاقة التي تحذوه والمرح والبشاشة البادية عليه وهو يروح ويجيء بهذا المركز الحدودي مع ليبيا الواقعة على بعد 580 كلم عن تونس العاصمة يبدو حمدة بن تركية كأنه"محفز" للآخرين من خلال مثابرته وتفانيه في تقديم يد العون والمساعدة مما حفز نشاط وحماسة باقي المتطوعين حسب ما يلاحظ بعين المكان. وبهذا السن (88 سنة) اتخذ حمدة من هذا المركز المتقدم من نقطة العبور مأوى له منذ أكثر من 10 أيام كاملة تاركا عائلته بمنطقة سوسة على بعد حوالي 450 كلم . وقال ل/وأج "مرحبا بالجزائر والجزائريين" الذي تربطه ببعضهم علاقة وطيدة مضيفا "جئت إلى هذا المكان من أجل تقديم ما أمكن من المساعدة لما سمعت بالأوضاع الكارثية التي يوجد فيها اللاجؤون وحالتهم الصعبة لدى دخولهم الأراضي التونسية." ويشرح حمدة بومياته بالمخيم قائلا "أنا أقضي يومي في تقديم يد العون من ماء وما تيسر من حصص الغذاء للعابرين لنقطة التفتيش بالمركز المتقدم برأس جدير وأشعر في مهمتي هذه متعة وراحة نفسية لا توصف" مستطردا "انه عمل متعب أن تقف طويلا لكنه يزرع الأمل في هؤلاء وأنت تجعلهم يحسون بأنك هنا من أجلهم انه عمل رائع ومحزن في نفس الوقت" . "لقد رأيت منذ أيام أمهات يحملن رضع وأطفال لا تتجاوز أعمارهم السنتين أو ثلاث كانت مناظر مؤثرة جدا" يقول الشيخ حمدة أو أكبر المتطوعين سنا بمركز عبور رأس جدير مشددا "لاتنظروا إلى سني لقد أعطاني الله قوة فتى في العشرين تصوروا أقضي الليل في هذا المسجد الذي يبعد بخطوات على نقطة التفتيش وفي النهار لا أغادر هذه البوابة" التي يدخل منها اللاجؤون من الساعة السابعة صباحا إلى ما بعد منتصف الليل إلا لأداء الصلوات الخمس". وكان منظرا رائعا لحمدة بقامته الطويلة وشعره الأبيض وخاصة بابتسامته العريضة وهو يوزع قارورات الماء ومساعدات أخرى على لاجئين أنهكهم التعب والجوع والخوف وأحيانا المرض وحافزا كبيرا للمتطوعين الشباب لاسيما منهم الجزائريون الذين نصبوا خيمتهم في هذا اليوم (الثلاثاء) غير بعيد عن ممر دخول اللاجئين الى التراب التونسي. ومن جهته لم يخف الشاب الجزائري صوالحي محمد إسلام صاحب ال 20 ربيعا وهو طالب في السنة الرابعة طب بالجزائر العاصمة وعضو في بعثة الهلال الأحمر الجزائري إلى رأس جدير اعجابه وهو يراقب عن كثب حركات الشيخ بقبعته الحمراء التونسية الأصيلة الذي لم يبد عليه التعب حيث يقول "لقد زادنا حماسا". وأضاف الطبيب الشاب "أشك في أنهم استطاعوا نقل الشعلة التي في عينيه وهو يحتضن بنظراته الوافدين من الجانب الآخر من الحدود لأنها نابعة ببساطة من إيمانه القوي وحبه العفوي للخير" في إشارة إلى المصورين وهم يتزاحمون تقريبا في التقاط صور لعميد المتطوعين وأخرى معه.