استقبل المتطوعون التونسيون بعثة الهلال الأحمر الجزائري بنقطة العبور رأس جدير على الحدود الليبية التونسية التي تشهد توافدا هاما للنازحين من ليبيا، بحفاوة كبيرة· وقد اعتبر رئيس الفرع المحلي للهلال الأحمر التونسي ببن قردان القريبة من منطقة رأس جدير الدكتور عمر بن ذياب وعضو اللجنة المستقبلة للإعانات الموجهة للاجئين، وصول وفد الهلال الأحمر الجزائري إلى المنطقة بشاحنات محملة بأطنان من المواد الغذائية والأغطية والمواد الطبية والصيدلانية، بأنها مساعدة كبيرة للتونسيين في مهمة التكفل بالنازحين من ليبيا، بسبب الأوضاع المتردية هناك، مشيرا إلى أن مركز عبور رأس جدير الذي استقبل إلى حد الآن أكثر من 100 ألف لاجئ يمثل المصريون منهم حوالي 70 بالمائة· من جهته، أكد منسق الهلال الأحمر التونسي للعمليات بمركز عبور رأس جدير الدكتور حافظ بن ميلاد أن وجود متطوعي الهلال الأحمر الجزائري المعروفين على المستوى الدولي بخبرتهم الطويلة في العمل الإنساني قد أتت دون شك بإضافة لعمليات الإغاثة المقدمة للنازحين بنقطة عبور رأس جدير· وأوضح منسق الفريق الطبي لبعثة الهلال الأحمر الجزائري إلى نقطة عبور رأس جدير الدكتور عمراني أن تموقع الجزائريين في مكان متقدم يهدف إلى المساهمة في تقديم المساعدات الأولية والضرورية التي يحتاجها اللاجئون، قبل تحويلهم إلى المخيمات التي نصبت لهم بمنطقة ''الشوشة'' (10 كلم عن مركز العبور برأس جدير)· وقد لفت المتطوعون الجزائريون الانتباه إليهم بتدخلهم بقوة في اليوم الثالث من تواجدهم على الحدود التونسية - الليبية التي شهدت توافدا متواصلا للنازحين، طيلة صباح أمس، ومن مختلف الجنسيات، لاسيما البنغالية· وقد استطاع شباب الهلال الأحمر الجزائري التمركز بمدخل مركز التفتيش ليكونوا أول المستقبلين للوافدين من ليبيا عبر مركز عبور رأس جدير · وقال الشيخ عزاز عضو ببعثة الهلال الأحمر الجزائري، إن الوفد المتواجد منذ ثلاثة أيام بالحدود التونسية - الليبية بمركز عبور رأس جدير، يضم أطباء وصيادلة ونفسانيين ومسعفين وممرضين· كما اختير إلى جانب ممثلي كل من الهلال الأحمر التونسي والصليبين الأحمرين السويدي والفنلدي لتشكيل مخيم عبور مشترك لاستقبال حوالي 12 ألف نازح بمكان يتواجد بين مركز الاستقبال الأولي بين حدود البلدين تونس وليبيا والمخيمات التي نصبت بمنطقة ''الشوشة''· ويعد مركز العبور برأس جدير مشهدا حيا في حد ذاته لمأساة إنسانية حقيقية· فالذين يصلون إلى هذا المركز منهكون بعد أن قطعوا عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام وعيونهم تائهة مذعورة ووجوههم شاحبة يخضعون بسرعة لفحوص طبية يقدمها لهم الأطباء، حيث يوجه بعضهم حسب الحالات إلى وحدة صغيرة للعلاج هي بمثابة مستشفى ميداني يوجد به ممارسون من مختلف الجنسيات ليتلقى بعدها اللاجئون كميات من المواد الغذائية والمياه المعدنية وذلك قبل نقلهم إلى إحدى المخيمات التي نصبت بهذه المنطقة الحدودية· ويعد موقع ''شوشة''، على بعد كيلومترين اثنين من رأس جدير، أحد المخيمات الرئيسية التي هيأتها السلطات التونسية· ويوجد به لاجئون من جنسيات مختلفة، وبخاصة البنغاليين الذين يقدر عددهم بأزيد من 10 آلاف فرد، إلى جانب آخرين من بلدان إفريقية تقع جنوب الصحراء وفلبينيون وصينيون، فضلا عن أردنيين وباكستانيين، وجنسيات أخرى، كلهم يتطلعون وينتظرون إجلاءهم نحو بلدانهم، فيما يفضل بعضهم الآخر البقاء في تونس·