أكد مدير برمجة البحث والتقييم بالمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي البروفسور مختار سلامي يوم الخميس بسطيف أن مساعي جادة تقوم بها الدولة حاليا من أجل تطوير البحث العلمي و تشجيع الباحثين عبر الجامعات الجزائرية. و أوضح البروفسور مختار سلامي على هامش افتتاح تظاهرة "الأبواب المفتوحة" على البحث العلمي بجامعة سطيف أن الإستراتيجية الجديدة التي تبنتها مديرية البحث عبر برامجها " ترتكز أساسا على مبدأ تطوير التكنولوجيات الحديثة و خلق إنتاج". و استنادا لذات المتدخل فإن المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي "تعمل حاليا من أجل خلق مراكز بحث" باعتبار أن البحث العلمي متمركز أساسا في الهياكل و المراكز الخاصة بذلك. و قال البروفيسور سلامي أن هذه المراكز ستسمح مستقبلا بخلق ديناميكية في هذا المجال حيث ستعمل على تشجيع البحث العلمي من جهة و خلق مناصب شغل لفائدة الباحثين في شتى الميادين من جهة أخرى. و تقوم أيضا هذه المراكز بتشجيع الباحثين بتحسين رواتبهم من خلال مضاعفتها خاصة و أن جميع الإمكانيات المادية موفرة حيث خصص ما يقارب 250 مليار دج برسم الخماسي 2010-2014 لتطوير البحث العلمي بالجزائر حسب ما أشار اليه نفس المسؤول. و قال مدير برمجة البحث والتقييم بالمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي أن المشكل الذي يعاني منه البحث العلمي بالجزائر اليوم "يتعلق بنقص الطاقات البشرية" معتبرا أن عدد الباحثين بالجزائر المقدر عددهم ب 20 ألف باحث ينشطون عبر 928 مركز بحث هو "ضئيل جدا". و أكد البروفيسور سلامي في تدخله أن الجامعة الجزائرية أصبحت تحتل مراتب "متقدمة" عالميا في جميع الميادين خاصة فيما يتعلق بالبحث النظري و فيما يخص الإعلام الآلي و الكيمياء و الفيزياء بحيث تحصلت على المرتبة الثالثة عالميا بعد إفريقيا الجنوبية و مصر. و قال في هذا الصدد " يجب أن نكف عن القول بأن الجامعة الجزائرية لا زالت متأخرة " مشيرا إلى أن 3.700 مشروع بحث موجود حاليا على مستوى الجامعات الجزائرية منها 907 تم تجسيده. و حضر هذه "الأبواب المفتوحة" إلى جانب باحثين و إطارات في التعليم العالي طلبة و تلاميذ ثانوية المعز لدين الله الفاطمي حيث تم إلقاء محاضرات تدور في مجملها حول البحث العلمي و التطوير التكنولوجي في الجزائر. و من بين هذه المحاضرات "وضعية البحث العلمي في الجزائر و أقطاب الكفاءات" للبروفيسور مختار سلامي و " الطاقة و العولمة" للأستاذ أحمد بوسنة من جامعة سطيف إضافة إلى تقديم معلومات عامة حول تسيير مركز مكافحة السرطان للأستاذ ساعد خوضري باحث في الفيزياء الطبية. و تهدف هذه التظاهرة إلى خلق تواصل و حوار بين الجامعة و الشريك الاجتماعي و الاقتصادي و تمكين فئات المجتمع من الإطلاع على الجامعة خاصة منهم فئة الشباب و التلاميذ الذين هم في طور التكوين حسب ما أفاد مكلفون بالتنظيم. و تم بالمناسبة تنظيم جولة لفائدة التلاميذ عبر كليتي العلوم و العلوم الاقتصادية للإطلاع على مختلف الهياكل و المخابر و كذا على بعض التجارب في الكيمياء و علم البصريات.