ستؤمن الجزائر بشكل دائم قطاع الري و بصفة خاصة استفادة السكان من الماء من خلال استثمار ضخم يتجاوز 25 مليار دولار على مدى الخمس سنوات المقبلة. و ستسهم المشاريع المسجلة في البرنامج الخماسي الخاص بقطاع الري للفترة 2010-2014 في تعزيز النتائج التي حققت خلال الخماسي السابق و ضمان تسيير مدمج حقيقي للماء في مختلف استعمالاته المنزلية و الفلاحية و الصناعية. و تتمثل الاعمال الرئيسية المتضمنة في هذا البرنامج في انجاز حوالي 20 سدا جديدا و اعادة ترميم شبكات التزويد بالماء الشروب في 37 مدينة من الوطن و انجاز 44 محطة تصفية و 42 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي و كذا استكمال مشروعين كبيرين للحماية من اخطار الفيضانات بباب الوادي و غرداية. ويتعلق الامر بمواصلة تشكيل الاحتياطي الاستراتيجي الجهوي من الموارد المائية من خلال جمع الموارد السطحية و الجوفية و غير التقليدية و الاستمرار في خيار تحقيق الربط بين السدود الكبرى للوطن المحددة كنواة جهوية استراتيجية (غرغار بالغرب و كدية اسردون بالوسط و بني هارون بالشرق). و في المجال الفلاحي يتضمن هذا البرنامج اشغال تهيئة الري الفلاحي على مساحة اجمالية تقدر ب40.281 هكتار و استصلاح مساحات السقي المتربعة على مساحة 19.800 هكتار. و يعد تطبيق كل هذه العمليات استمرارية للمجهود التي بذلته السلطات العمومية خلال العشر سنوات الاخيرة لتامين الماء بشكل دائم للسكان . و اكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة انه "تم بذل جهود مالية و بشرية معتبرة من أجل أن يصبح الحق في الماء واقعا بالنسبة لجميع المواطنين". و اضاف الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها عشية احياء اليوم العالمي للماء الذي يحتفل به هذه السنة تحت شعار "تامين الماء للمدينة: رفع تحدي التمدن" قائلا "في أقل من عقد من الزمن ضاعفت بلادنا قدرتها على إنتاج الماء الشروب ثلاث مرات".و ذكر بأنه تم ربط 93 بالمائة من السكان بالشبكات العمومية للمياه الصالحة للشرب و 86 بالمائة بشبكات التطهير مع تزويد يومي ب170 لتر من مياه الشرب لكل مواطن. من جهة أخرى يدخل تشغيل عدة مركبات ري خلال السنوات الثلاث الأخيرة ضمن المسعى الجديد الذي اعتمدته الدولة و المتعلق بتعزيز على المدى الطويل المكتسبات المحققة في مجال تأمين التزويد بالمياه الصالحة للشرب. و إن مشروع تحويل المياه من إن صالح إلى تمنراست الذي تم تشغيله الأسبوع الماضي أفضل تجسيد لهذا المسعى. و إن هذا الانجاز الذي تطلب استثمارا بقيمة 3 ملايير دولار (197 مليار دينار) مكن سكان مدينة تمنراست و التجمعات السكانية القريبة منها ب376.000 نسمة من الحصول على الماء و وضع حد نهائي للندرة التي طالت هذه المنطقة من البلاد بفضل تزويد يومي ب50.000 متر مكعب و الذي سيتضاعف في 2030 ليبلغ 100.000 متر مكعب. و تجدر الإشارة إلى أن مشاريع تحويل مماثلة مقررة خلال السنوات الخمس المقبلة لاسيما مشروع تحويل المياه نحو السهول السطايفية الذي سيستكمل في 2012 و مشروع المنيعة-الجلفة و جنوبتيارت (600 مليون متر مكعب) قيد الدراسة و استغلال مياه الشط الغربي بولاية تلمسان لتحويلها نحو منطقة النعامة و جنوب سيدي بلعباس.