دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول "ندرومة مدينة عبد المؤمن : مجتمع وأنثربولوجيا وذاكرة " الذي اختتمت أشغاله مساء يوم السبت بندرومة (تلمسان) إلى "مواصلة النشاطات العلمية وتعميق البحث حول التراث المادي واللامادي" الذي تزخر به مدينة عبد المؤمن. كما أوصى المشاركون إلى "تأسيس شبكة الجمعيات المهتمة بالدفاع عن الثقافة المحلية لتسهيل عملية التواصل وتبادل المعلومات" و"إنشاء متحف أثنوغرافي لمدينة ندرومة ونواحيها" و"تأسيس رصيد وثائقي يتعلق بالمدينة وضواحيها". وتمت الدعوة كذلك الى تحفيز الأساتذة و الباحثين على كتابة تاريخ مدينة عبد المؤمن بالاستعانة بما تملكه جمعية "الموحدية" من وثائق ومصادر متنوعة. وأوضح السيد ميدون عزالدين رئيس جمعية "الموحدية" لحماية التراث بندرومة ونواحيها المنظمة لهذا الملتقى على مدار ثلاثة أيام بالتنسيق مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ أن "هذا اللقاء الأكاديمي الذي جمع عدد هام من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن وبعض البلدان العربية والغربية سمح بإقامة دراسة علمية معمقة لتاريخ مدينة ندرومة والبحث في ظواهرها الإجتماعية وأنساقها الأنثربولوجية. وبعد التذكير بأن اللجنة العلمية قد اقترحت تأسيس جائزة "الموحدية" تمنح كل سنتين لأحسن بحث علمي حول ندرومة أكد نفس المتدخل أن محور الملتقى المقبل في سنة 2012 سيتناول موضوع التصوف وأبعاده بندرومة. وللإشارة، فقد خصصت أشغال اليوم السبت إلى النسق الاجتماعي والحضري لهذه المدينة العريقة التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ حيث تطرقت الدكتورة دحماني سهام من جامعة قسنطينة الى التشكيلة الاجتماعية لندرومة مبرزة مراحل تشكل المجتمع الحضري للمدينة وتأثير العوامل الجغرافية والسياسية والدينية في هذا التشكل. أما الدكتور كاظم موسى محمد من العراق فقد سلط الضوء على دور العوامل الجغرافية في البعد الحضاري والاجتماعي لمدينة ندرومة في محاولة لتحليل كافة العوامل الإيكولوجية والبشرية المتاحة والتي تركت آثارا إيجابية على مجمل العمليات التنموية والحضارية. كما قدمت الأستاذة الواعر صبرينة من المدرسة العليا لقسنطينة دراسة إثنية واجتماعية لمدينة ندرومة خلال الحقبة الاستعمارية أوضحت من خلالها أن مدينة ندرومة التي تميزت بأصالتها وتاريخها العريق "لم تفقد شهرتها ومكانتها التاريخية بل حافظت عليها إبان الاحتلال من خلال طابع المدينة العمراني والمعاملات اليومية والعلاقات الاجتماعية بين السكان مما أثار فضول الرحالة والمؤرخين الفرنسيين وغيرهم". وتضمن برنامج اليوم الثالث والأخير من الملتقى إلقاء أهل الاختصاص لعدة محاضرات حول الحياة الاجتماعية بمدينة ندرومة على غرار "الحياة اليومية للعوام في العصر الوسيط " للأستاذ حاج عيسى إلياس من جامعة الجزائر و"صورة مدينة ندرومة من خلال الذاكرة الجماعية والمعيش اليومي" للدكتور مصطفى غماري من جامعة وهران. وللإشارة، فقد سمح هذا اللقاء الذي يندرج في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" بتناول العديد من المحاور منها "أعلام وشخصيات المدينة وضواحيها" و"الخصائص الإسلامية لمدينة عبد المؤمن بن علي" و"المخطط الداخلي لمدينة ندرومة ومعالمها الدينية" و"الذاكرة الجماعية للمدينة" و"الجوانب الحضرية من صناعة وفنون".