تستمر ب''عاصمة الزيانيين'' سلسلة الملتقيات العلمية والفكرية المدرجة ضمن تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، حيث انطلقت أول أمس بمدينة ''ندرومة'' أشغال ملتقى دولي جديد حول موضوع ''ندرومة مدينة عبد المؤمن·· مجتمع وأنتروبولجيا وذاكرة'' الذي تنظمه على مدار ثلاثة أيام، جمعية ''الموحدية'' للمحافظة على التراث التاريخي والثقافي بمساهمة المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ· وأوضح رئيس جمعية ''الموحدية'' في كلمته الافتتاحية، أن هذا اللقاء الذي يعرف مشاركة قوية للأساتذة والباحثين والمؤرخين القادمين من مختلف جامعات الوطن وعدد من البلدان العربية والإسلامية، يهدف إلى ''إقامة دراسة علمية معمقة'' لتاريخ مدينة ''ندرومة'' والبحث في ظواهرها الاجتماعية وأنساقها الإنتروبولوجية·وينتظر أن تقدم ضمن أشغال هذا اللقاء الدولي، قرابة 60 محاضرة توزع على 12 ورشة منها ورشات ''مدينة ندرومة من خلال المخطوطات'' و''أعلام وشخصيات المدينة وضواحيها'' و''أزلية وطوبونمية ندرومة'' و''الخصائص الإسلامية لمدينة عبد المؤمن بن علي'' و''المخطط الداخلي لمدينة ندرومة ومعالمها الدينية'' و''الذاكرة الجماعية لمدينة ندرومة'' و''الجوانب الحضرية للمدينة'' و''الصناعة التقليدية'' و''المواطنة والعادات والتقاليد''·وفي السياق ذاته، يتركز البرنامج حول أربعة محاور تتعلق بتعريف التراث التاريخي لمدينة ''ندرومة'' والفضاء الحضري وفضاء المعالم والفضاء اللامادي والزماني والصناعة التقليدية والمواطن الحضري والممارسات والاعتقادات· وتم خلال الجلسة الافتتاحية تكريم عدد من الأساتذة الجامعيين الذي كرسوا حياتهم في خدمة التراث المادي واللامادي· كما قام المشاركون بزيارة المعرض المنظم بالمناسبة حول الصناعة التقليدية والأزياء المحلية وبعض صور الشخصيات التاريخية لهذه المنطقة· من ناحية أخرى، توجت أشغال ملتقى ''الإسلام في المغرب ودور تلمسان في نشره'' الذي اختتم نهاية الأسبوع، بدعوة المشاركين إلى مواصلة الاتصالات بين الباحثين والمؤرخين عبر شبكة الانترنت لتبادل الخبرات والمعلومات حول تاريخ المغرب العربي· كما جددوا عزمهم على مواصلة البحث في تاريخ تلمسان والدور الريادي الذي أدته كحاضرة مغاربية في نشر الإسلام إلى ما وراء الصحراء من دول إفريقية· وفي هذا الإطار، وصف رئيس جامعة ''أبو بكر بلقايد'' الدكتور غوالي نور الدين هذا اللقاء الذي دام ثلاثة أيام، بالناجح نظرا لغزارة المادة العلمية ومستوى النقاش الذي نشطه عدد هام من الأساتذة والباحثين من جامعات الوطن وعدد من الدول العربية والأوروبية، داعيا إلى البحث عن آليات من شأنها أن تجلب الشباب لتعميم الفائدة والسماح لهم بالاحتكاك العلمي المباشر مع العلماء والأساتذة والباحثين· ومن جهته، أكد رئيس اللجنة العلمية الدكتور بلحاج معروف، أن الملتقى حقق الأهداف المسطرة له وتناول كل المحاور المبرمجة التي كان من بينها ''المغرب العربي قبل الإسلام'' و''الثقافة الإسلامية في بلاد المغرب ودور تلمسان في ازدهارها'' و''العمارة الإسلامية في بلاد المغرب الإسلامي'' و''الصناعات والفنون الإسلامية بتلمسان وتطورها'' و''علاقة تلمسان بالأقطار المجاورة''، إضافة إلى ''دور التجارة المغربية في نشر الإسلام في مناطق ما وراء الصحراء''·