ستشهد مدينة تمنراست التي تستقبل يوم الثلاثاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في زيارة عمل و تفقد تدوم يوما واحدا تطورا يليق بمستوى وضعها المتمثل في عاصمة الأهقار من خلال خاصة المشروع الكبير لنقل المياه الصالحة للشرب من إين صالح الذي سيدهشنه رسميا رئيس الجمهورية. و قد تم تشغيل هذا المشروع الضخم الذي يبلغ طوله 750 كلم و بلغت كلفته الإجمالية 197 مليار دينار (حوالي 2 مليار دولار) من قبل وزير الموارد المائية عبد المالك سلال منذ 15 يوما. و يتم نقل الماء انطلاقا من إن صالح بفضل شبكة ذات قنوات مزدوجة يبلغ طولها 1200 كلم. و يرى المختصون أنه بالنظر إلى أهميته الاقتصادية و الإستراتيجية سيكون للمشروع انعكاسا ايجابيا أكيدا على هذه المنطقة الجافة بأكملها و غير المتطورة بالقدر الكافي حيث يعد النشاط محدودا و الشغل نادرا. و لهذا تعتزم الحكومة انشاء خلال هذه العشرية حوالي عشرة تجمعات سكنية تضم كل واحدة منها 10.000 نسمة على طول هذا المشروع. و سيتشكل "قلب" هذه التجمعات السكنية من سكنات وظيفية مبرمجة للعمال المكلفين بتسيير و استغلال محطات الضخ التي تنتمي إلى هذا المشروع. و سيتم تزويد هذه التجمعات الحضرية بخدمات عمومية "ضرورية" على سبيل محطات الخدمات و مراكز البريد و مراكز صحية و الهياكل المدرسية. كما تنوي الحكومة تطوير المناطق و القرى الواقعة على طول المشروع (أزيد من 750 كلم) على غرار إين أمغل و تيت و أوتول و أراك. و بعد أن وصف نقل الماء الشروب "بمشروع القرن" أوضح مدير الموارد المائية بوزارة الري مسعود ترة للصحفيين الحاضرين بتمنراست أن هذا المشروع سيسمح بتغطية حاجيات سكان عاصمة الأهقار و ضواحيها "بشكل واسع" و المقدرة ب 25.000 متر مكعب يوميا. و أضاف أن الخزان النهائي بسعة 50.000 متر مكعب موجه لتخزين المياه المجمعة انطلاقا من الآبار يضمن لتمنراست استقلالية في الماء الشروب تدوم يومين. و في البداية سيتم التزويد بالطاقة بالوقود عن طريق تجهيزات غازية سيتم تشغيلها بفضل أنبوب نقل الغاز النايجيري (نيجيريا-أوروبا عبر الجزائر) التي تعبر اقليم ولاية تمنراست. من جهة أخرى سيسمح شطر الطريق العابر للصحراء و الرابط بين تمنراست و إين قزام (420 كلم) المنجز منذ 2009 على ثلاث مراحل بفك العزلة على المنطقة الحدودية و يرتقي بعاصمة الأهقار الى مرتبة العاصمة الجهوية بعد استكمال الجزء الواقع بالنيجر. و كان الندوة الإفريقية ال19 لوزراء الصناعة التي انعقدت مؤخرا بالجزائر قد أكدت على ضرورة تطوير المنشآت القاعدية الخاصة بالطرقات و السكك الحديدية بين النيجر و مالي و بوركينا فاسو مؤكدة أن محور الطريق الجزائر-تنمراست قد يمنح امكانية فك العزلة عن بلدان منطقة الساحل الافريقي. و كان وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية قد اعلن عقب لقاء مع اعيان مناطق الجنوب الجزائري أنه يجري اعداد برنامج تكميلي من أجل تنمية المناطق الجنوبية. في هذا الخصوص صرح الوزير أن "هذه البرامج التكميلية كاملة و تخص كافة قطاعات الحياة كتطوير الاقتصاد و ترقية الشباب و المرأة و انجاز مشاريع منشآت قاعدية". من جهة أخرى أوضح الوزير أن البرنامج التكميلي الموجه لولاية تنمراست يتضمن أيضا انجاز ثلاث قرى قريبة من مشروع تحويل المياه لعين صالح. و قد كشف ولد قابلية أن ثلاث وزارات (الموارد المائية و الداخلية و تهيئة الاقليم) تعمل على تحديد المواقع "المناسبة اكثر" لانجاز القرى الجديدة الثلاث. و أشار الوزير أن هذه البرامج سيعلن عنها رسميا خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا رئيس الدولة الى ولاية تمنراست.