تستقبل ولاية تمنراست يوم غد الثلاثاء رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي سيقوم بزيارة ميدانية إلى هذه الولاية الحدودية، حيث يشرف على معاينة وتدشين عدد من المشاريع التنموية الهامة، وفي مقدمتها المشروع الضخم لتحويل مياه عين صالح إلى ولاية تمنراست على مسافة 750 كلم والذي دخل شطره الأول حيّز التشغيل الأيام القليلة الماضية. كما يرتقب أن يقف السيد بوتفليقة خلال زيارته إلى الولاية على جملة من الإنجازات التي تم استكمالها في قطاعات السكن والصحة والتربية وغيرها من القطاعات الحيوية الاخرى، وهي كلها مشاريع مدرجة ضمن البرامج التنموية الخاصة بالولاية وكذا تلك المدرجة ضمن برنامج دعم التنمية 2005-2009 والبرامج التكميلية المخصصة لولايات الجنوب، مع إمكانية تخصيص برنامج تكميلي جديد لتجسيد مشاريع إضافية في إطار البرنامج الخماسي 2010-.2014 وينتظر أن يشكل مشروع تحويل مياه عين صالح إلى تمنراست وما يتصل به من عمليات لتجديد شبكة توزيع المياه الشروب بمدينة تمنراست والمناطق المجاورة لها، أبرز محطات زيارة الرئيس بوتفليقة الذي سبق له وان وصف هذا المشروع العملاق بالتحدي التكنولوجي والصناعي الحقيقي، وذلك في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للماء والتي جدد فيها التأكيد على أن اهتمام الدولة بالماء يرقى إلى مرتبة ''الأولوية الوطنية''، مبرزا الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة من أجل أن يصبح الحق في الماء واقعا لجميع المواطنين والتي أثمرت مضاعفة الجزائر لقدرتها على إنتاج الماء الشروب ثلاث مرات في أقل من عقد من الزمن، مع تخصيصها ميزانية ضخمة بلغت 870 مليار دينار لتعزيز قدرات قطاع الموارد المالية خلال الخماسي 2010-,2014 ولا سيما من خلال انجاز 18 سدا جديدا. وقد تم قبل أيام تشغيل الشطر الأول من هذا المشروع الضخم والذي يشمل توزيع 50 ألف متر مكعب من مياه الشرب انطلاقا من المياه الجوفية من منطقة عين صالح إلى ولاية تمنراست، عبر محطات الضخ الست، على أن ترتفع حصة المياه المحولة إلى 100 ألف متر مكعب يوميا قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية. مع الإشارة إلى أن التكلفة الإجمالية لهذا الإنجاز العملاق الذي تولت أشغاله ثلاث شركات صينية بالإضافة إلى مجمع ''كوسيدار''، تفوق 190 مليار دينار. وإلى جانب هذا المشروع الهام، يرتقب أن يقف رئيس الجمهورية بمناسبة زيارته لتمنراست على جملة من المشاريع التي تم استكمالها في قطاعات التربية والصحة والسكن والأشغال العمومية، منها مشروع الطريق الرابط بين تمنراست وعين قزام على مسافة 400 كلم، وهو يندرج ضمن مشروع الطريق العابر للصحراء، الذي يربط بين 6 دول من دول القارة. وجدير بالذكر أن زيارة الرئيس المقررة غدا لولاية تمنراست، سبق وأن أعلن عنها وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية، خلال زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي، ولقائه بأعيان الولاية ومسؤوليها، حيث كشف عن برامج تنموية تكميلية من أجل تطوير مناطق الجنوب، يرتقب أن يعلن عنها الرئيس بوتفليقة خلال زياراته الميدانية، ومنها البرنامج التكميلي الموجه لولاية تمنراست والذي يشمل انجاز ثلاث قرى جديدة تقع بالقرب من مشروع تحويل المياه عين صالح-تمنراست. وأوضح الوزير في هذا الصدد أن وزارات الموارد المائية والداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الاقليم والبيئة تعكف على تحديد المواقع الملائمة أكثر لانجاز هذه القرى الثلاث، مبرزا من جانب آخر من خلال حديثه مع أعيان الولاية، أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء في مجال تأمين وتنمية المنطقة والحفاظ على استقرارها، لا سيما عبر تأمين الحدود. وقد كانت آخر زيارة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية تمنراست في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات ,2009 وحملت دعوته الصريحة لأعيان المنطقة نداء من اجل لعب دور إيجابي والحفاظ على الاستقرار وتجنب المشاركة في ما يحدث من مشاغبات وتوتر بالمنطقة، قائلا لهم ''كونوا عامل محبة وسلام وتعاون وأخوة بالنسبة للجيران، فنحن لا نريد أن نشارك فيما يجري هنا وهناك من مشاغبات''، متعهدا بالعمل من خلال برنامجه على مواصلة تجسيد برامج التنمية الشاملة التي تهدف إلى ربط الشمال بالهضاب العليا وبالجنوب بغرض تقريب مستوى التنمية بين كل مناطق الوطن.