تناولت أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول الفقارة المتواصل بأدرار يوم الأحد استخدام التقنيات العلمية الحديثة لحماية نظام الري التقليدي العريق المعروف ب" الفقارة". وفي هذا الصدد تطرق الباحث "بيدرو تودارو" من إسبانيا في مداخلة له إلى بعض التقنيات التي تساهم في حماية نظام الفقارة و ضمان سيلان مياهها من خلال استغلال بعض التكنولوجيات و التقنيات الحديثة. وتتمثل بعض أوجه هذه التقنيات كما أوضحه الخبير الإسباني في إنجاز قنوات مخرسنة داخل الفقاقير بما يسمح بمرور سلس للمياه حيث قام في هذا الصدد بعرض بعض المخططات التي تبرز إمكانية تطبيق هذه التقنيات على أرض الواقع. ومن جهته أشار عضو المجلس الشعبي الولائي بأدرار لعبادي أمحمد إلى أهمية طريقة استخدام التقنيات العلمية الحديثة من أجل الحفاظ على نظام الفقارة مشددا على "ضرورة مراعاة البعد الثقافي و السياحي المتوخى من الحفاظ على الفقارة". ودعا نفس المتحدث في مداخلته إلى "ضرورة حماية الحياة الإيكولوجية الموجودة داخل الفقارة نفسها" خاصة و أنها تحتوي على أنواع من الطحالب المائية و أعشاب طبية و بعض الكائنات الحية و التي قد تتعرض للإندثار إذا ما حرمت من هذه الحياة الطبيعية. ودعا لعبادي إلى تكثيف الأبحاث العلمية بما يضمن الحفاظ على نظام الفقارة و يثمن أبعادها السياحية و الثقافية و الاقتصادية. وبدورها عرضت الدكتورة جوزيفا إيفانكا من هولندا في مداخلتها بعض النماذج من القنوات أو الفقارة التي لا زالت مستخدمة بمنطقة الشرق الأوسط و المغرب العربي . و قدمت المتدخلة تعريفا للفقارة كنظام مائي تقليدي متواجد في دول عديدة من العالم من بينها سوريا و إيران و أذربيجان و شمال العراق و اليمن و المغرب و الجزائر "مع اختلاف في الأسماء و توافق في الوظيفة". كما عرضت في هذا الصدد بعض التسميات المختلفة للفقارة من دولة لأخرى حيث يطلق عليها تسمية "القناة" في كل من أذربيجان و إيران و "الخطارة" بالمغرب و " الكيراز" بشمال العراق و سوريا و " الفقارة" بالجزائر و تونس . وأبرزت المتحدثة مدى مساهمة نظام الفقارة في إنعاش الزراعة لدى بعض السكان عبر آلاف السنين مذكرة بالتكاليف الباهضة التي يتطلبها الوصول إلى المياه في بعض المناطق ومن بينها شمال العراق (كردستان) و سوريا (الشلالة الصغيرة) و المغرب (جبال الأطلس) و هي كلها مناطق صخرية. وللتذكير فإن أشغال الملتقى الدولي حول الفقارة الذي تنظمه وزارة الموارد المائية بالتنسيق مع وكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة الصحراء و بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تشهد مشاركة واسعة للعديد من الخبراء والمختصين في مجال المياه من داخل وخارج الوطن . ويبحث المشاركون في هذا اللقاء الدولي وضمن العديد من المداخلات المبرمجة عدة مسائل ذات صلة بسبل ترقية والمحافظة على الفقارة باعتباره نظام سقي تقليدي عريق لا زال يحتفظ بمكانته وأهميته الزراعية و الاجتماعية والاقتصادية في العديد من المجتمعات . وتتطرق بعض هذه المداخلات إلى مسائل تتعلق بطرق "ترميم والمحافظة على الفقارة" و" تقنيات الماء الحديثة التراث الثقافي من أجل مستقبل أفضل" و"الفقارة : أي مستقبل لأنظمة الري الموجودة منذ قرون " و" والتقنيات القديمة لبناء وصيانة الفقارة"و" والماء والبيئة في قلب التطور المحلي و الجهوي ".