تساءلت عدد من الصحف اليومية الجزائرية يوم الثلاثاء عن الدوافع الحقيقية وراء الاتهامات المتكررة التي توجهها أطراف أجنبية للجزائر بضلوعها في الازمة الليبية من خلال مساعدات وهمية تقدمها للنظام الليبي لمواجهة المعارضة المسلحة. وبالبنط العريض تساءلت جريدة "لو جور دالجيري" الناطقة باللغة الفرنسية " من يريد توريط الجزائر في قضية المرتزقة المستخدمين في ليبيا" قائلة هل يمكن اعتبار هذه الاتهامات بالحملة المغرضة التي تحاول من خلالها بعض الاطراف "تلطيخ" صورة الجزائر التي تلعب -حسب الجريدة- "دورا استراتيجيا في القارة الافريقية ومنطقة المغرب العربي ككل". وأضافت الصحيفة انه بينما اكتفت هذه الاطراف في بداية العمليات العسكرية في ليبيا بإتهام طائرات جزائرية بنقل المرتزقة ها هي اليوم تتحدث عن مرتزقة جزائريين مستخدمين في هذه الحرب التي وصفها صاحب المقال ب"الوسخة" التي يشهدها بلد شقيق. وكتبت يومية "الشروق اليومي" في مقال لها ان المستجدات في الادعاءات ابرزت حقيقتين غاية في الاهمية الاولى ان "اسطوانة المرتزقة التي اراد البعض ضرب الموقف الجزائري بها باطلة ويراد منها اقحام الجزائر في عمل مسلح يقع على حدودها مباشرة" اما الحقيقة الثانية فتظهر أن "التهم الجزافية التي كان القذافي وانصاره يرمون بها الثوار على انهم عناصر من القاعدة تهما ايضا باطلة اذ ان القاعدة توجد في صفوف كتائب القذافي وليس الثوار والدليل اعتراف مسلحيها اول امس بذلك". أما صحيفة "ميدي ليبر" فأفردت في صفحاتها ان الجزائر تواجه اليوم "حملة واسعة من التشويه الإعلامي الرامي الى الزج بها في المشكلة الليبية" مبرزة انه مهما كان مصدر هذه الاتهامات فان المراد منها هو "تشويه صورة الجزائر". وأكدت الصحيفة ان "هناك أطرافا تستغل أصوات المعارضة الليبية المسلحة من أجل التحامل على الجزائر". وقالت الصحيفة أيضا أن "الجزائر هي البلد الافريقي والعربي الوحيد الذي ندد بالعملية العسكرية التي يشنها حلف الشمال الاطلسي في ليبيا إذ اضحت الجزائر "مكة" لجبهة ضد الحرب في هذا البلد الشقيق. واثبت موقف الجزائر هذا-تقول الصحيفة- اختيار كلا من موسكو وكذا هافانا الجزائر كمنبر للتعبير عن رفضهم للتدخل العسكري في ليبيا وهو الموقف الذي تبنته الدبلوماسية الجزائرية منذ بداية الازمة في هذا البلد. وفي نفس الموضوع كتبت جريدة "لوتونتيك" في إفتتاحيتها اليوم بعنوان "بدون تعليق" أن هذه الإدعاءات عادت لتطفو من جديد على السطح داعية في نفس الوقت إلى عدم الاكتراث بها او التعليق عليها بعد ان سقط القناع عن نوايا من يروجون لها. وفي رسالة وجهتها افتتاحية يومية "الفجر" الناطقة باللغة العربية الى الثوار تساءل صاحب المقال "هل يريد الثوار الذين يقاتلون القذافي جنبا الى جنب مع الجيش الفرنسي ان تنظم اليهم الجزائر لمقاتلة بلادهم وتحطيم بنيتها الاقتصادية والعسكرية ارضاء لفرنسا وثوار الفنادق 5 نجوم". واكدت الصحيفة ان الجزائر منذ بداية الخلاف ارادت ان يكون الخلاف في ليبيا شأنا داخليا ولا يدول تحت اية ذريعة. وأعلنت الجزائر صراحة وفي كل مرة عن موقفها الواضح من الازمة في ليبيا وكذا من الاتهامات الموجهة لها ووصفت في هذا الشأن وزارة الشؤون الخارجية ما اسمته ب"عمليات التضليل" الإعلامي الرامية إلى توريط السلطات الجزائرية في نشاطات لمرتزقة يزعم أن جزائريين يقومون بها ب"الادعاءات الكاذبة". و صرح المدير العام للإتصال بالوزارة انه "سبق له بصفته الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية و أن كذب قطعيا مرارا هذه الإدعاءات الكاذبة التي تشكل تضليلا إعلاميا يرمي إلى توريط السلطات الجزائرية في نشاطات لمرتزقة يزعم أن جزائريين يقومون بها". و أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن "دوافع أولائك الذين يروجون لهذه الإدعاءات العارية من الصحة للمساس بسمعة الجزائر تمليها عليهم إرادتهم في دفع بلادنا الى اختيار و دعم جهة ضد أخرى في الأزمة بين الاخوة التي تهز ليبيا الشقيقة".