أحيى يوم الأحد مجاهدو ولاية تيبازة الذكرى 55 لاستشهاد سويداني بوجمعة المعروف باسمه الثوري " سي الجيلالي." و بهذه المناسبة نظم حفل ترحم أمام النصب التذكاري للشهيد بالمكان المسمى " مقطع خيرة " بتراب بلدية القليعة أين سقط و سلاحه بيده أثناء اشتباك مع قوات العدو. للتذكير فإن البطل سويداني بوجمعة الذي كان عضوا في مجموعة 22 التاريخية ولد في العاشر فبراير 1922 بمدينة قالمة .فقد والده و هو في سن مبكرة و ترعرع في وسط اجتماعي متواضع متشبع بالقيم الوطنية و الأخلاقية. زاول دراسته في مسقط رأسه و بفضل ذكائه الشديد و فطنته تمكن من الحصول على الجزء الأول من شهادة البكالوريا من التعليم الثانوي رغم كل العراقيل التي تفننت إدارة الاستعمار في اختلاقها في وجه الجزائريين الراغبين في التعلم لاسيما منهم المنحدرين من أوساط اجتماعية متواضعة. التحق الشهيد في سن مبكرة بحركة الكشافة الإسلامية التي كانت بمثابة المدرسة الأولى التي تلقى فيها تكوينه السياسي و الوطني. وناضل فيما بعد في صفوف الحركة الوطنية و عايش الأحداث الدموية للثامن ماي 1945 بقالمة التي ذهب ضحيتها عدد كبير من معارفه و أصدقائه و أقاربه. و انضم في تلك الفترة إلى المنظمة السرية و ألقي عليه القبض لحيازته أسلحة حيث حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا نافذة. و بعد إطلاق سراحه سنة 1948 واصل نشاطه الثوري من خلال مشاركته في عدة اشتباكات مسلحة. كما لعب سويداني بوجمعة دورا رياديا في مختلف مراحل تحضير و هيكلة الثورة في منطقة متيجة. و أثناء تنقلاته المتكررة عبر مختلف مناطق الولاية الرابعة التاريخية و بالتحديد يوم 17 أبريل 1956 و بينما كان متوجها إلى مدينة القليعة على متن دراجة نارية ليلتقي بصحفيين فرنسيين بغرض شرح أهداف الثورة المسلحة وجد نفسه وجها لوجه مع حاجز أقامته دورية لجنود الاحتلال كانت تبحث عن مجموعة من المساجين السياسيين فروا من سجن شرشال. و بعد اشتباك قصير مع قوات العدو سقط شهيدا و سلاحه بيده.