أحيت ولاية تيسمسيلت أول أمس الذكرى التاسعة والأربعين لاستشهاد الجيلالي بونعامة أحد قادة الولاية التاريخية الرابعة لثورة التحرير المظفرة. وتميزت المراسيم التي احتضنتها بلدية برج بونعامة (60 كلم عن عاصمة الولاية) بحضور السلطات الولائية وعدد من المجاهدين ورفقاء الشهيد بتدشين نافورة بوسط المدينة وتنظيم معرض بدار الثقافة يبرز صور الشهيد ومسيرته النضالية والأسلحة التي كانت تستخدم إبان حرب التحرير وكذا تكريم عائلة الشهيد وعدد من التلاميذ النجباء. وحسب شهادة المجاهد مجاهد محمد المدعو ''سي الحسين'' أحد رفقاء الشهيد فإن البطل الجيلالي بونعامة الذي هو مثال يحتدى به في الوطنية والنضال والكفاح من أجل الاستقلال كان من أبرز مجاهدي منطقة الونشريس وكان له دور في زرع الروح الوطنية لدى العديد من أبناء المنطقة. وأشار المجاهد عدان عبد الكريم الذي كان أيضا رفيق الشهيد أن جيلالي بونعامة استطاع بحنكته العسكرية هزم العديد من قادة الجيش الاستعماري في عدة معارك شهدتها الولاية التاريخية الرابعة مذكرا بالمقولة الخالدة للشهيد ''ليس القائد من يقوم بعمل بطولي بل من يقنع الرجال ويحبهم ويجعلهم يحبونه''. ولد الشهيد الجيلالي بونعامة المعروف باسم ''سي محمد'' يوم 16 أفريل 1926 بدوار ''بني هندل'' بقرية ''موليار سابقا'' التي حملت اسمه بعد الاستقلال بولاية تيسمسيلت وزاول دراسته الابتدائية بمسقط رأسه قبل أن يطرد مبكرا منها سنة 1939 ليعمل بدكان والده ببلدة بوقايد ثم بمنجم الجبل القديم (بوقايد). واضطر بونعامة إلى آداء الخدمة العسكرية الإجبارية في سنة 1944 بالهند الصينية ليعود بعد ذلك إلى عمله بالمنجم وهو مهيأ للعمل السياسي والعسكري فانخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1946 مسؤولا على قسم بوقايد ليصبح بعد ذلك ممثلا للحركة بالناحية ويختير بعدها عضوا في صفوف المنظمة الخاصة. وفي سنة 1951 نظم إضرابا لعمال المناجم دام خمسة أشهر كان له صدا كبيرا حتى في فرنسا وحضر فعاليات مؤتمر ''هورنو'' ببلجيكا في جويلية .1954 وبعد عودته إلى أرض الوطن شارك في التحضير لاندلاع الثورة التحريرية بمنطقة الونشريس والشلف رفقة الشهيد أحمد عليلي المدعو ''سي البغدادي'' تحت إشراف سويداني بوجمعة. وبعد اندلاع ثورة نوفمبر 54 سارعت القوات الاستعمارية إلى اعتقاله بعد تعرفها على تحركاته المكثفة ليطلق سراحه في آواخر سنة 1955 وتفرض عليه الإقامة الجبرية بوهران فيلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني بجبل بيسا (تنس) بعد تمكنه من الفرار. وفي مدة قصيرة تمكن من جعل جبال الونشريس معقلا لجيش وجبهة التحرير الوطني. خطط الشهيد للعديد من العمليات العسكرية وشارك فيها مما مكنه أن يصبح عضوا بمجلس الولاية الرابعة سنة 1958 ومن تقلد رتبة رائد إلى جانب العقيد سي امحمد بوقرة قائد الولاية ليتولى بعد استشهاد هذا الأخير قيادة الولاية الرابعة ويشرع في إعادة تنظيم صفوف جيش التحرير الوطني بالمناطق الجبلية ويختار مدينة البليدة كمركز لقيادة الولاية التي خطط بها لتنظيم مظاهرات شعبية عارمة في ديسمبر 1960 وأخرى في جويلية .1961 استشهد البطل بونعامة وأربعة من رفقائه ليلة 8 أوت 1961 وهو يؤدي عمله بمركز القيادة بقلب مدينة البليدة (باب خوخة) في معركة غير متكافئة وبعد استماتة بطولية.(وأ)