بلغ عدد الأشخاص المسنين في الجزائر حوالي 5 ر3 مليون شخص بما يعادل نسبة 5 ر7 المئة من ضمن 35 مليون نسمة كما أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، سعدية نوارة جعفر يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة. و أوضحت السيدة نوارة جعفر في كلمة القتها في أشغال اليوم الدراسي حول رعاية الأشخاص المسنين ومناقشة الوضع العام و التطلعات المستقبلية لهذه الفئة أن هذه شريحة المسنين تحتاج الى رعاية و حماية اجتماعية وصحية خاصة إلى جانب صون كرامتها ". وفي هذا الإطار، تطرقت الوزيرة الى القانون الخاص بحماية وترقية المسنين الذي يرمي كما قالت، إلى دعم التكفل الانجع لهذه الشريحة مذكرة بالقيم الاخلاقية والدينية النابعة من المجتمع والتي تحث على صون كرامة هذه الفئة . وأشارت الى أن هذا القانون سيعزز قريبا بنصوص تطبيقية لحماية حقوق الأشخاص المسنين لاسيما في مجال التكفل الصحي والنفسي. ودعت السيدة جعفر في هذا الاطار الاصول الى ابقاء اوليائهم في الوسط العائلي وعدم الزج بهم في مراكز الشيخوخة وتوفير كل ظروف الرعاية المواتية لهم . وذكرت الوزيرة بان القانون ينص ايضا عل معاقبة الأبناء في حالة اهانة الاشخاص المسنين مشيرة من جهة اخرى الى ان هذا النص القانوني يؤكد على وجوب منح مساعدة مالية لكل اسرة معوزة تتكفل باحد الافراد المسنين. وتطرقت من جهة أخر الى الجهود التي بذلتها السلطات العمومية لتعزيز التكفل الانجع بهذه الفئة من المجتمع مشيرة الى وجود ازيد من 30 مركزا بما فيه ديار الرحمة لايواء بعض المسنين الذين يفتقدون من الدفء العائلي . كما ألحت على ضرورة انشاء مراكز مختصة لضمان الرعاية الصحية للشخص المسن في مجال العلاج خاصة وان هذه الشريحة غالبا ما تصاب كما قالت بامراض العصر كمرض السكري والعظام والقلب والضغط الدموي ومرض الخرف اي الشيخوخة. وأكدت في هذا السياق على وجوب تكوين مختصين في مجال متابعة صحة الاشخاص المسنين في المراكز الاستشفائية . ودعت الوزيرة الحركة الجمعوية الى القيام بعمليات التحسيس والتوعية في مجال حماية المسنين بصفة دائمة ومتواصلة لتكريس مبادئ الاخلاق والقيم الانسانية في وسط المجتمع. وأشارت الى أن هذه الفئة مرشحة للازدياد اكثر في المستقبل نظرا لارتفاع الامل في الحياة وهذا ما يستدعي مواجهة هذا التحدي مذكرة بان عدد المسنين في العالم تجاوز 600 مليون شخص. وتميز اللقاء بتدخل عدد من الخبراء وممثلي القطاعات المعنية حيث ابرزوا اهمية رعاية الشخص المسن وتوفير له كل الرعاية الصحية والنفسية للعيش في كرامة واحترام. من جهته، أكد رئيس جمعية مساعدة الاشخاص المسنين التي نظمت هذا اللقاء بالتنسيق مع اللجنة الاولمبية الجزائرية على وجوب مساعدة العنصر الاكبر في الاسرة اي الشخص المسن الذي يعاني احيانا من التهميش و النسيان. وأشار نفس المسؤول الى ان جمعيته تحاول من خلال نشاطها طرح القضايا الحقيقية التي تعاني منها هذه الشريحة في الجزائر. من جهته، قدم رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية السيد حنفي رشيد مساهمة هيئته في مختلف المجالات التي تهم المجتمع خارج اطار النشاط الرياضي مبرزا في نفس الوقت اهمية التكفل بشريحة المسنين من خلال تحسين رعايتهم لاسيما في المجال الصحي وممارسة الرياضة . أما رئيس الجنة اخلاقيات الطب لكلية الطب بالجزائر السيد محمد لعمارة فقد طرح في مداخلته اشكالية الشيخوخة وتقدم السن ومخاطر ومصاعب الاستراتيجية الاستشفائية للتكفل بهذه الفئة . وأشار السيد لعمارة الى ان الاشخاص المسنين معرضون للاصابة بمختلف الامراض المستعصية كالسرطان والأمراض النفسية والعصبية والخرف وأمراض السكري والقلب والعظام مما يستدعي توجيه رعاية خاصة بهم باستحداث مراكز مختصة بالمتابعة الصحية للمسنين مبرزا اهمية تكوين اطباء مختصين في امراض الشيخوخة.