الجزائر- عرفت الأزمة باليمن يوم الجمعة منحى خطيرا بعد استهداف القصر الرئاسي بقذيفة ناسفة والتي أصيب جراءها الرئيس علي عبد صالح وقتل عدد آخر فيما تعالت الأصوات الدولية الرافضة والمنددة باستخدام العنف والداعية إلى ضبط النفس. ووصف مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية حادث الاعتداء الذي استهدف مسجد دار الرئاسة بصنعاء حيث كان يؤدي الرئيس اليمني وكبار قادة الدولة والحكومة الصلاة ب"الغادر والغاشم والجبان". وأوضح المصدر أن الرئيس عبد الله صالح كان متواجدا في المسجد وأصيب بخدوش طفيفة على اثر القصف الذي اودى بحياة اربعة من حراسه وإصابة عدد من المسؤولين والضباط. وقال نائب وزير الاعلام اليمني في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة أن الرئيس صالح " سيتماثل للشفاء قريبا وسيخرج على الجميع لعقد مؤتمر صحفي يظهر فيه حقيقة ما جرى أمام الجميع"واصفا الهجوم الذي استهدف الرئيس صالح بأنه "اعتداء جبان وغادر لم يحترم الرئيس ولا المسجد الذي تقام فيه الشعائر والعبادات". وأضاف أن "من حق المعارضة أن توجه النقد لرئيس الجمهورية ولكن استهدافه داخل المسجد لا يصدر الا من قبل حاقدين ومتآمرين وإرهابيين لا يسعون الا الى تولي السلطة فقط". واتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن "أولاد الأحمر" ب"محاولة اغتيال" الرئيس علي عبد الله صالح في القصف واكد انهم "لن يفلتوا من يد العدالة". الا ان عبد القوي القيسي مدير مكتب الشيخ صادق الاحمر نفى اتهامات الحزب الحاكم وقال "لاعلاقة لنا بقصف المسجد في دار الرئاسة اليمنية". وتشتد أعمال العنف في صنعاء بين قوات موالية لصالح ومؤيدين لزعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر أدت خلال الأسابيع الماضية إلى مقتل وإصابة العشرات. وامام المنحى الخطير الذي بلته الازمة اليمنية دعت الخارجية الأمريكية اليوم جميع الأطراف في اليمن إلى ضبط النفس ووقف اطلاق نار فورا منددة بالعنف الستخدم في هذا البلد . ودعا مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية "جميع الاطراف وقف الهجمات وتجنب مواصلة التصعيد في المواجهات المسلحة". من جهتها أعربت المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين اليوم عن قلقها من تدهور الوضع الامني في اليمن والذي أجبر عشرات الأسر اليمنية على الفرار من مناطق الجنوب اليمني بالاضافة الى تجدد النزوح الى الشمال. وأوضح المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز في مؤتمر صحافي ان العنف الدائر حاليا يؤثر على النازحين داخليا من الصراع السابق في صعدة شمالي اليمن. واشار الى ان الاشتباكات الجارية في جنوب اليمن افضت الى تشريد حوالي 20 الف شخص في محافظة (ابين) بالاضافة الى فرار المئات من الأسر اليمنية من مدينة (زنجبار) الى المناطق المحيطة بها. كما دعا الامين العام لمجلس التعاون الخليجى عبد اللطيف الزيانى من جهته اليوم كل الاطراف فى اليمن الى وقف القتال قائلا ان الموقف موسف ولا يفيد أحدا. وكان الزيانى اكد في بيان له امس الخميس "استمرار دول المجلس فى بذل كافة الجهود من أجل مساعدة الاشقاء فى الجمهورية اليمنية للتوصل الى حل سلمى يوقف الاقتتال". وتنص المبادرة الخليجية في أحد بنودها على تنحي الرئيس اليمني خلال 30 يوما و هو احدى أهم مطالب المعارضة اليمينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ونظم المؤيدون للنظام باليمن مسيرات تجمعت بساحة السبعين أكبر ساحات العاصمة صنعاء بعد صلاة الجمعة حيث شهدت فعاليات ومهرجان خطابي تحت شعار " جمعة الأمن والأمان" للتعبير عن تأييد النظام والمطالبة بوقف العنف والاقتتال الذي تشهده عدة مناطق بالعاصمة اليمنية . وفي المقابل نظم المناهضون للنظام الحاكم باليمن مسيرات عقب صلاة الجمعة في صنعاء وفي عدد من المدن اليمنية تحت شعار" جمعة الوفاء لمدنية تعز" . وقد أقام المناهضون للنظام صلاة الجمعة بشارع الستين أكبر شوارع العاصمة . وأكدوا استمرار مسيراتهم السلمية واحتجاجاتهم حتي تتحقق مطالبهم في إسقاط النظام الحاكم باليمن, ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح ومعاونيه, وضرورة تقديمهم للمحاكمة علي ما وصفه بالجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية .