تطورت الأحداث في اليمن أمس الجمعة، إثر استهداف قصر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وإصابته إلى جانب عدة مسؤولين سامين، حيث توسّعت المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والقبائل الموالية للشيخ الأحمر، لتنتقل إلى منطقة حده، التي تبعد عن قصر صالح أكثر من نصف كيلومتر، وهوما جعل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي تردّ بقوة. قال شهود عيان إن قوات من الحرس الجمهوري استهدفت منزل قائد الفرقة الأولى مدرع المنضم للثوار، ومنزل أحد أبناء الأحمر قبل صلاة الجمعة، وبعدها سمعوا انفجار قذيفة داخل القصر الرئاسي. وأضاف الشهود ل''الخبر'' إن منطقة حده القريبة من القصر الرئاسي تشهد مواجهات شرسة بين الموالين للأحمر وقوات صالح، أرعبت المواطنين القاطنين الذين لم يستطيعوا الخروج من منازلهم إثر شدة المواجهات المسلحة، التي استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة. ونفى الحزب الحاكم صحة أنباء إصابة الرئيس صالح ورئيس الحكومة ونائبه ورئيس البرلمان، وقال مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية إنه أثناء صلاة الجمعة حدث اعتداء وصفه بالغادر، بقذيفة ناسفة على مقدمة مسجد دار الرئاسة، أثناء تواجد الرئيس صالح ومعه كبار قادة الدولة والحكومة لأداء الصلاة. وأضاف المصدر إن هذا الاعتداء أدى إلى مقتل خطيب الجمعة الشيخ علي محسن المطري، وثلاثة من الحراسة، وإصابة عدد من المسؤولين والضباط بجروح مختلفة. وأوضح المصدر أن الرئيس في خير وعافية وفي صحة جيدة. ولُوحظ خلو شوارع العاصمة صنعاء إثر المواجهات المسلحة، مع نزوح مئات الأسر من العاصمة جراء المواجهات المسلحة الشرسة بين الطرفين، التي توسّعت من منطقة الحصبة، التي شهدت ليلة أمس الأول الخميس مواجهات كبيرة حول منزل الشيخ الأحمر، لتصل مطار صنعاء الدولي. وفي ظل استمرار القصف بالمدفعية والصواريخ أدى مئات الآلاف من مناهضي النظام صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها ''جمعة الوفاء لتعز'' تضامنا مع ما تعرض له أبناء محافظة تعز من مجازر مستمرة من قبل قوات صالح. وتوافد مئات الآلاف من المصلين لأداء صلاة الجمعة في شارع الستين القريب من ساحة التغيير بصنعاء، حيث حيّا الشيخ زيد بن علي الشامي صمود الثوار في استمرارية سلمية ثورتهم وعدم الانجرار وراء مربع العنف الذي يسعى النظام لإدخال البلاد لحرب أهلية. وفي محافظة تعز التي تحولت إلى ساحة معارك وحرب شوارع، تقوم قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي الانتشار في كافة المدينة مع انتشار الدبابات والمدرعات والمصفحات. وقالت مصادر محلية إن شباب الثورة استطاع استعادة ساحة الحرية التي دمرتها مجنزرات نظام صالح، مع استمرار إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في معظم شوارع المدينة. وأضافت المصادر إن من يوصفون بحماة الثورة ''الضباط والجنود المنضمين للثورة من أبناء تعز'' أحرقوا عدة آليات عسكرية، وتمكنوا من إخراج القوات الأمنية التي استولت على الساحة ودمرتها وأحرقتها، مشيرين إلى أن مدينة تعز تحولت إلى ثكنة عسكرية ويمنع دخول وخروج المواطنين إليها. وللإشارة فقد ألقى الرئيس صالح، في ساعة متأخرة من مساء أمس، كلمة صوتية دون صورة قال فيها إنه بخير، وهو ما يخالف تصريح نائب وزير الإعلام اليمني الذي أكد قبل ذلك أن الرئيس سيقابل الصحفيين.