تونس - يمر قطاع السياحة التونسي في الوقت الراهن باصعب فتراته بالنظر إلى التراجع الكبير في العائدات السياحية بنسبة 1ر51 بالمائة منذ مطلع العام الحالي مما جعل 3000 عامل يفقدون مناصب عملهم. وقد تقلص عدد السياح الوافدين على تونس بنسبة 9ر39 بالمائة ليبلغ نحو 594ر1 مليون سائح قضوا حوإلى 303ر5 مليون ليلة مقابل حوالي 616ر11 مليون ليلة خلال سنة 2010 اي بتراجع نسبته 3ر54 بالمائة. و أوضح المدير العام للديواون التونسي للسياحة الحبيب عمار ان هذه السنة تعتبر اصعب سنة يمر بها قطاع السياحة منذ سنوات الخمسينات اين شرعت السلطات التونسية في تجسيد سياستها الرامية إلى ترقية الصناعة السياحية موضحا بان كل الانشطة السياحية التونسية دخلت "خانة الخط الاحمر" خلال السداسي الاول من العام الجاري. و الجدير بالذكر ان قطاع السياحة في تونس يوظف 400 الف عامل ويوفر نسبة 7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام. و للإشارة فان عدة قطاعات اخرى قد تضررت جراء الركود الذي يشهده قطاع السياحة من ذلك الشركة التونسية للملاحة البحرية التي تراجعت انشطتها بنسبة 18 بالمائة خلال السداسي الاول بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي فيما تضررت شركة الخطوط الجوية التونسية هي الاخرى لتعرف نشاطاتها تراجعا بنسبة 20 بالمائة. وكان وزير السياحة التونسي مهدي حواص قد اكد ان موسم الاصطياف الحالي يعد من اسوأ المواسم فى تاريخ السياحة التونسية وان بلوغ نصف نتائج الموسم الماضي فقط يعد نتيجة مرضية داعيا إلى "التفاعل بشكل ملائم " مع الاشكاليات المطروحة على القطاع السياحي من خلال اعتماد التجديد ومواكبة تطلعات الزبائن. ودعا ممثلي السياحة التونسية بالخارج إلى توخي سياسات تتميز بالابداع والابتكار وعرض " الوجه الجديد لتونس ما بعد الثورة ". وقد تبنت السلطات التونسية مخططا يهدف إلى النهوض بهذا القطاع الحساس و إيجاد الحلول الجذرية للمعضلة من ذلك اطلاق العديد من الحملات الترويجية للوجهة السياحية في تونس والتي طالت خاصة البلدان الاوروبية والدول العربية بعد التراجع الكبير في عدد الوافدين سواء من السوق الاوروبية أو العربية منذ بداية العام الحالي. وفي هذا المضمار بين مسؤول الديوان التونسي السياحي ان القطاع تضرر بصفة أكبر من السوق الليبية التي كانت تعد السوق السياحية الأولى من حيث عدد الوافدين وبالنظر إلى الأحداث الاخيرة التي يعيشها هذا البلد فقد تقلص عدد الوافدين لتتغير الوجهة إلى استقطاب السياح الجزائريين علما بأن السوق الجزائرية تحتل المرتبة الثانية بعد السوق الليبية. وبالموازاة مع تلك الجهود تبقى المراهنة لدى السلطات التونسية قائمة على السياحة الداخلية خصوصا وأن العديد من وكالات الأسفار قد وضعت أسعارا معقولة لفائدة التونسيين لقضاء إجازاتهم الصيفية في بلدهم.