الجزائر - يعود أصل دار عبد اللطيف الواقعة بأعالي بلوزداد إلى فحص الحامة و الذي يعد واحدا من الفحوص الثلاثة التي كانت تحيط بالمدينة في العهد العثماني إلى جانب الفحص الموجود أسفل بوزريعة وفحص الوسط الذي يضم سيدي محمد وبئر مراد رايس ويمتد حتى الدرارية. ويرجع إنشاء هذه الفيلا - التي تأوي حاليا مقر الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي- إلى القرن السابع عشر. أول ما أنشأ هذا الفحص كان يضم الدار الرئيسية و"الدورية" وجزءا من الرواق وبعد سنوات أضيف إليه الرياض الذي يضم الحوض قبل أن تضاف إليه وحدات أخرى في القرن الثامن والتاسع عشر. أما بالنسبة للشكل الهندسي للدار فله علاقة كبيرة بشكل "الدويرات" الموجودة في القصبة بحيث نجد فيه ما يعرف ب"وسط الدار" و"السقيفة" لكن دارعبد اللطيف لها خصوصية وهي النوافذ المطلة على الخارج. وعن العلاقة التي تربط تسمية هذا الفحص بعائلة عبد اللطيف راجعة لعقد الملكية الوحيد الموجود والذي يعود تاريخه لسنة 1795 إلا أن الأكيد أن الدار تم استغلالها من طرف العديد من الشخصيات والنبلاء الأتراك على غرار محمد أغا الحاج محمد خوجة. خلال الفترة الإستعمارية وبالتدقيق في 1831 تم استغلالها من طرف الجيش الفرنسي الذي حولها إلى مركز صحي وعمل على تشويه معالمها وفي عام 1834 احتجت عائلة عبد اللطيف واستطاعت استرجاع المنزل بحكم امتلاكها لعقد ملكية وعاشت فيه حتى 1846 و بعد هذا التاريخ عمدت السلطات الفرنسية على استرجاع هذا الفحص. ومن 1907 إلى 1962 تحولت الفيلا إلى "دار للفنانين" وكانت تستقبل الطلبة أصحاب المنح في مختلف المجالات الفنية كالرسم و النحت و الفن التشكيلي. بعد الاستقلال تم تأميم الدار وضمها إلى أملاك الدولة حيث وضعت تحت وصاية وزارة الثقافة ثم تركت للإهمال وتدهور وضعها بعد أن سكنتها عائلات بطريقة فوضوية وبقي الوضع على ما هو عليه إلى 2003 حيث تقرر تدعيم الدار بعد زلزال 21 ماي 2003 الذي أصابها بأضرار عديدة وتسبب في تحطم الرواق. وفي سنة 2006 بدأت عملية الترميم من خلال إزالة كل الإضافات والتشويهات التي قام بها الاستعمار. وبعد انتهاء هذه المرحلة انطلقت مرحلة تدعيم الهياكل أي كل ما هو أعمدة وجدران أساسية وترميم كل الشقوق والتصدعات ليفسح المجال بعدها إلى الهندسة التجميلية أي ما يتعلق بالرخام والبلاط لتصبح اليوم أجمل تحفة معمارية تؤرخ للحقبة العثمانية بالجزائر.