القاهرة - تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين بميدان التحرير وسط القاهرة للمشاركة فيما أطلق عليه بجمعة "الإرادة الشعبية وتوحيد الصف" بدعوة من معظم القوى السياسية والائتلافات الشباب في مصر للمطالبة بالاسراع في تحقيق مطالب الثورة. وكانت اجتماعات عدة عقدت خلال اليومين الماضيين جمعت 26 حزبا سياسيا وحركة شبابية على مختلف انتماءاتها قد اتفقت على النواحي الاجرائية لتنظيم الميدان والتوافق على اطلاق اسم "جمعة الارادة الشعبية ووحدة الصف" والابتعاد عن القضايا الخلافية. ومن أبرز المطالب التي توحدت عليها القوى السياسية والتي عبرت عنها اللافتات العملاقة على جوانب الميدان إعطاء صلاحيات كاملة للحكومة للبدء في اتخاذ الإجراءات العملية في ملف تطهير الفساد الإدارى والمالي وسرعة محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك وجميع أركان نظامه و تنفيذ الوعود المقدمة بخصوص قتلة "الثوار" (المتظاهرين) و فتح تحقيق في ملف القناصة و تحديد جدول زمني واضح للانتخابات البرلمانية والرئاسية و الإسراع بصرف مستحقات المصابين و وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وتحديد صلاحيات المجلس العسكري. وقد شهد الميدان الذي امتلأ عن اخره تواجد عدد من المنصات الرئيسية بميدان التحرير حسب المرجعيات السياسية مزودين اكبر عدد من مكبرات الصوت حيث تخص احداهما جماعة الاخوان المسلمين بينما أقام التيار السلفي منصتين. ونصب شباب ائتلاف الثورة منصة كيرة وسط الميدان إلى جانب منصات أخرى تابعة لقنوات تعبر عن التيارات السياسية المشاركة فى جمعة اليوم للتعريف بهويتها وتردداتها مع دعوة المتواجدين للمشاركة بها. واتفقت القوى السياسية والحركات المشاركة في المظاهرة على وضع خطة لتامين ميدان التحرير تخوفا من حدوث اشتباكات او صدامات من شانها افساد "المليونية". وتتمثل هذه الخطة في تشكيل دوريات رشحت افرادها القوى المشاركة وتم توزيعها على مداخل الميدان لحمايته. وقال احد اعضاء القوى السياسية المشاركة انه تم تشكيل لجان داخلية لفض النزاعات او الاشتباكات التي قد تحدث داخل الميدان. ولوحظ غياب تام في ميدان التحرير لأي عناصر من الشرطة أو الجيش الذي نشر آلياته الخفيفة بمحيط مجلسي الشعب والشورى والوزراء ووزارات الداخلية والعدل والادارت الحكومية و البنوك و التلفزيون وغيرها. فيما أقامت وزارة الصحة من جهتها عيادة طبية متنقلة بقرب من ميدان التحرير . و تمركزت عدد من سيارات إلاسعاف بمحيط الميدان. وقد أكد الشيخ مظهر شاهين خطيب ميدان التحرير وعضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة أن ميدان التحرير كان وسيظل ملكا لجميع المصريين مشيرا إلى "أنه ليس من حق فصيل أن يطالب بإقصاء فصيل آخر أو أن يزايد على وطنيته فالجميع مصريون تحت سماء هذا الوطن". ومن جهته أعلن واعظ الثورة القبطي هاني عزيز حنا ان المسيحيين في مصر "أبناء الثقافة الإسلامية والإسلام الدين الأساسي في قلب وضمير كل مصري". وشدد على أن أهمية المحاكمة العلنية والناجزة لجميع رموز النظام البائد وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك الذي "دمر البلاد على مدار الثلاثين عاما الماضية". وكانت الحكومة المصرية قد استبقت مظاهرة اليوم بالتأكيد على استبعاد قيادات الحزب الوطني الديمقراطي المنحل (الحاكم سابقا) وكل من يتبث تورطه في الفساد من العمل في الحياة السياسية واستمرار المشاورات حول حركة المحافظين (الولاة). كما حسمت وزارة العدل امس الخميس مكان محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الاعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وكبار مساعديه بالوزارة بمدينة نصر بالقاهرة.