جنيف - أكد الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية أن نحو 95 بالمائة من حرائق الغابات التي تحدث في العالم يتسبب فيها العامل البشري بصورة مباشرة أوغير مباشرة في حين تسبب العوامل الطبيعية كالبرق بنسبة أربعة بالمائة في اندلاع هذه الحرائق. وأفادت دراسة صادرة عن الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية بعنوان "غابات تشتعل" أن معدل اشتعال الحرائق في غابات منطقة البحر الأبيض المتوسط تضاعف أربعة مرات منذ ستينيات القرن الماضي حيث كانت لها تداعيات سلبية على التنوع البيئي والحيوي. وأوضحت أن 84 بالمائة من تلك المساحات الغابية الهامة باتت مهددة بسبب كثافة الحرائق وتعددها لاسيما في المساحات التي تغطيها مساحات شاسعة من نوع واحد من النباتات أو مناطق الأحراش التي تكثر فيها الكثافة النباتية. من جانبها أرجعت مسؤولة الغابات في هذا الصندوق أسباب اندلاع حرائق الغابات في المنطقة المتوسطية إلى الإهمال البشري الذي يتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة والجفاف. وأشارت إلى أن نشوب حريق في غابة يمر عبر ثلاثة مراحل تبدأ أولا باشتعال الحشيش والجذور الجافة في التربة ثم تتسع رقعته على سطح الأرض وهي المرحلة التي توصف بأنها سهلة المكافحة. و في حالة لم يتم إخماد النيران في تلك المرحلة فإنها تتحول إلى نيران زاحفة فتمتد إلى جذوع الأشجار وهنا يمكن أن تتسع رقعة الحريق بسهولة مع دخوله مرحلة صعبة في المكافحة ليتحول الحريق إلى المرحلة الثالثة البالغة التعقيد والتي تشتعل فيها مساحات شاسعة بأكلمها من الغابة مما يجعل اخمادها أمرا شبه مستحيل. وأكد الخبراء في الدراسة على أن الوقاية هي أفضل وسيلة لمقاومة تلك الحرائق.