القاهرة - قال مفوض الاتحاد الأفريقي لشؤون السلم والأمن رمطان لعمامرة أن تفعيل عضوية ليبيا "المجمدة" بالاتحاد الأفريقي "مرهون بمدى تنفيذ المجلس الوطني الانتقالي" لتعهداته والمتمثلة في تحقيق المصالحة الوطنية واحترام حقوق الإنسان وإقامة مؤسسات ديمقراطية تشمل كافة فئات الشعب الليبي. وقال لعمامرة - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط خلال الملتقى الثاني للممثلين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة والمبعوثين الدوليين لأفريقيا إنه "عندما تكون هناك مشكلة تتعلق بنقل السلطة وعدم وجود نظام سياسي يحكم فإن الاتحاد الإفريقي يلجأ إلى تعليق عضوية هذا البلد، وهذا ما حدث مع عدد من الدول لسنوات" مضيفا "نحن لا نريد أن يتكرر ما حدث في الصومال". وتحدث المسؤول الأفريقي عن التدخل الدولي في حل الأزمة الليبية قائلا إن الدول الأوروبية "تحديدا اعتمدت مسعى مختلفا تماما عن المسعى الإفريقي إزاء الوضع المتأزم في ليبيا" مضيفا أنه " في الوقت الذي أقر فيه مجلس السلم والأمن خارطة طريق لحل الصراع هناك وشكل لجنة خاصة على أعلى مستوى تضم خمس دول وضعت آلية لمساعدة الأطراف المتصارعة إلا أن الشركاء الأوروبيين اعتمدوا مسعى آخر وهو أن نظام القذافي فقد شرعيته". وأشار لعمامرة إلى أنه في 19 مارس الماضي اتخذ قرار أفريقي بإيفاد هذه البعثة فيما أعلنت قمة باريس في نفس الوقت بدء قصف طرابلس، مما جعل أجواء عمل هذه البعثة "صعبة للغاية" منوها بأنه "تم التقدم في ذلك الوقت لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) للحصول على تصريح بالموافقة على السفر إلى بلد أفريقي (ليبيا) وسط القصف. ورأى مفوض الاتحاد الأفريقي لشؤون السلم والأمن أن الوضع في شمال أفريقيا"يؤكد الحاجة الماسة بضرورة أن تقوم مؤسسات الاتحاد الأفريقي "بالتكيف"و"مواءمة" نصوصه مع الحالات الجديدة لكي يتمتع بالقيادة والزعامة وإلا سيواجه مشكلة "التهميش الدولي" إزاء القضايا التي تتعلق بالدول الأفريقية ذاتها. و بخصوص الثورة المصرية قال لعمامرة إن"ثورة 25 يناير"هي "تظاهرة من أجل السيادة الشعبية أقرها مجلس السلم والأمن ورأى أنها لا تدخل في إطار التمرد أو الانقلابات". وأوضح أن مجلس السلم والأمن "أجرى مناقشات مكثفة حول الحالة المصرية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة البلاد بطريقة مؤقتة خاصة مع انسداد الطريق نحو نقل السلطة إلى مؤسسات دستورية والمتمثلة في رئيس مجلس الشعب في ظل الرفض الشعبي لانتخابات ذلك المجلس". وأضاف أن المجلس "أقر الصيغة التي ارتضاها الشعب المصري بأن يدير الجيش مرحلة انتقالية" مؤكدا إن الشعب "هو مصدر السيادة وما حدث يعكس طموحات وتطلعات الشعوب الأفريقية".