يعقد أعضاء لجنة الاتحاد الافريقي العليا الخاصة بليبيا اليوم الاثنين لقاءا جديدا بأديس ابابا دعيت اليه دول الجوار للنظر في تطورات الوضع في هذا البلد والبحث عن مخرج للازمة المتواصلة منذ أكثر من شهرين. ويسعى الاتحاد الافريقي عبر "خارطة للطريق" التى وضعها من أجل تحقيق السلام في ليبيا الى تحقيق وقف لاطلاق النار أولا فى ليبيا لتمكين طرفي النزاع فى الدخول فى حوار لانهاء الازمة. كما يتمثل مسعى الاتحاد الافريقي قبل كل شئ في تسوية الازمة اعتمادا على الليبيين أنفسهم ويرفض الحل العسكري ويدعو إلى تسوية الوضع بليبيا عن طريق وسائل سياسية. وقال الإتحاد الأفريقى فى بيان له أن اجتماع اديس ابابا اليوم يهدف الى بحث تطورات الموقف فى ليبيا وجهود حل الازمة فى البلاد. ومن المقرر أن يشارك فى الاجتماع ممثلون من اللجنة وأعضاء من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقى وكذلك ممثلون من الدول المجاورة بهدف بحث سبل ايجاد مخرج لهذه الأزمة والاتفاق على آلية من أجل التشاور. ويشارك في الاجتماع أيضا مفوض الاتحاد الافريقى لشؤون السلم والأمن السفير رمضان لعمامرة والشركاء الدوليين للاتحاد الافريقى (الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى والإتحاد الأوروبى) وممثلون من الحكومة الليبية ومن المجلس الوطنى الانتقالى فى بنغازى. وكانت اللجنة العليا قد اختتمت زيارة إلى ليبيا فى 11 أفريل الجاري بعد إجراء مناقشات مفصلة مع الحكومة الليبية بقيادة قائد الثورة العقيد معمر القذافي ومع رئيس وأعضاء "المجلس الوطنى الانتقالى" الذى شكله المتمردون فى مدينة بنغازى حيث أطلعت الجانبين على "خارطة الطريق" التى اقترحها الإتحاد الأفريقى بموجب قرار مجلس السلم والأمن فى إجتماعه بأديس أبابا يوم 10 مارس الماضى ووفقا لقراري مجلس الأمن الدولى رقمى 1970 و 1973. ولاقت آخر محاولة افريقية للتوصل الى حل سلمي للازمة الليبية عبر "خارطة الطريق" صدا ايجابيا من قبل نظام قائد الثورة الليبية فيما رفضها المتمتمردون الليبيون لأنها "لم تتناول مطلبهم الرئيسي وهو رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي". وتضم اللجنة العليا التابعة للاتحاد الافريقي رؤساء كل من موريتانيا والكونغو الديمقراطية ومالى وجنوب افريقيا وأوغندا ورئيس مفوضية الإتحاد الأفريقى الدكتور جان بينغ. وسيعقد مجلس السلم و الامن التابع للاتحاد الافريقي يوم الثلاثاء اجتماعا لبحث الوضع في ليبيا على ضوء نتائج اجتماع اللجنة العليا للاتحاد اليوم. ويرفض الاتحاد الافريقي الحل العسكري ويدعو إلى تسوية الوضع بليبيا بالطرق السياسية. تجدر الاشارة الى أن وفد عن الاتحاد الافريقي زار واشنطن مؤخرا التقى خلالها مسؤولين أمريكيين وعرض عليهم "خارطة الطريق" الافريقية. وفي هذا الاطار صرح مفوض السلم والأمن لدى الاتحاد الإفريقي رمطان لعمامرة عضو وفد الاتحاد الإفريقي الذي زار واشنطن أن "الجانب الأمريكي بات يفهم بشكل أحسن خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الإفريقي من أجل حل سلمي للأزمة في ليبيا, كما أن الولاياتالمتحدة تقدر إمكانيتها على تشجيع البحث عن حل سياسي". وقد حيت الادارة الامريكية جهود الاتحاد الافريقي الرامية الى حل الازمة بليبيا وأكدت فى الوقت ذاته على ضرورة تنسيق أكبر مع المجتمع الدولي. وتعارض مجموعة الوساطة التي شكلها الاتحاد الافريقى لحل الازمة فى ليبيا الضربات العسكرية التى تشنها دول حلف شمال الاطلسى ضد ليبيا. يشار الى ان الحلف الاطلسى الذى تسلم قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا يوم 31 مارس الماضي من قوات التحالف الدولي يشن ضربات عسكرية على ليبيا منذ شهر مارس الماضي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي نص على فرض حظر جوي على ليبيا واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة ل"حماية المدنيين". وتحولت الاحتجاجات التى شهدتها ليبيا منتصف فيفري الماضي الى مواجهات مسلحة بين قوات معمر القذافي وقوات المتمردين ليتطور الوضع الى تدخل عسكري غربي يقوده حاليا حلف شمال الاطلسي (الناتو).