واشنطن - يثير نهب مخازن الأسلحة و اختفاء كميات معتبرة من الصواريخ ذات التكنولوجيا الحديثة في ليبيا قلق الولاياتالمتحدة إزاء احتمال وقوع هذه الأسلحة بين أيدي إرهابيي المنطقة. و قد اكتشف خبراء يعملون لحساب "هيومان رايت واتش" يوم الأربعاء مستودعات للأسلحة التي تمت سرقتها و من بينها صناديق فارغة من الصواريخ ذات الرأس الحرارية من نوع أس أ-24 . في تصريح له تناقلته الصحافة الأمريكية أوضح بيتر بوخاييرت من منظمة "هيومان رايت واتش" أن صواريخ أس أ-24 و هي من نفس طراز صواريخ ستينغار الأمريكية و التي يمكن أن يضاهي سعرها آلاف الدولارات في السوق السوداء و الصواريخ أس أ-24 يمكن أن تركب على سيارات مع قاذفات أو ببساطة تقذف من أعلى كتف شخص. و حسب بوخاييرت فان هذا النوع من الصواريخ الأكثر حداثة يعد "أكبر خطر محتمل بالنسبة للطائرات المدنية لأنه يسهل حمل هذا السلاح و يسهل نسبيا اخفاؤه أو استعماله" و يمكن أن يسقط طائرة تحلق على ارتفاع 11.000 قدم". و أضاف أن "ليبيا كانت تعد 20.000 صاروخ أرض-جوي و رأيت سيارات محملة بهذه الأخيرة". و تم التوضيح أن السلطات الأمريكية منشغلة ازاء الصواريخ الليبية المفقودة التي يمكن أن تستعمل من طرف إرهابيين لاسقاط طائرات مدنية و التي يمكن أن تجد بسهولة مكانا لها في السوق السوداء. و أشار بوخاييرت إلى أن الأخطر في الأمر هو أن "هذه المستودعات الخاصة بالصواريخ المضادة للطيران و المضادة للدبابات و القذائف المدفعية و آلاف قطع الذخيرة العسكرية تبقى كليا دون رقابة بعد مضي أكثر من أسبوعين على سقوط طرابلس". و يرى ماتيو شرودير خبير بفدرالية العلوم الأمريكية أن اكتشاف مستودعات للأسلحة المسروقة في ليبيا يبعث إلى القلق و ذكر على وجه الخصوص الصواريخ المضادة للطيران المحمولة (مانبادس). و حذر شرودر من أن "المعلومات التي مفادها أن مخازن الصورايخ المحمولة على الكتف و أسلحة أخرى خطيرة ليست مؤمنة بشكل جيد مثيرة للقلق و تستوجب دراسة عميقة". و أضاف أنه "في حال عدم تأمين المخازن فإنه سيتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك النقائص". و فيما يخص هذه النقطة صرح مؤخرا أحد مستشاري الرئيس باراك أوباما حول مكافحة الإرهاب جون برينان أن انتشار الصواريخ المحمولة و أسلحة أخرى من الترسانة الليبية "يثير الكثير من القلق" و أن الولاياتالمتحدة مارست ضغوطا على المجلس الوطني الإنتقالي الليبي لاتخاذ إجراءات لتأمين مخازن الأسلحة. و ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن ضابط سامي في البنتاغون أنه "إذا كان من الصعب معرفة فيما إذا كانت القاعدة أو مجموعات متطرفة أخرى قد تحصلت على هذه الصواريخ فإن "المحللين بالإستخبارات يتوقعون أنهم تمكنوا من ذلك". كما أبدى مؤخرا رئيس لجنة الإستخبارات لغرفة النواب (الغرفة السفلي للكنغرس الأمريكي) مايك روجرس و رئيس لجنة الأمن الداخلي لمجلس الشيوخ جو ليبرمان عن تخوفهما لمصير الأسلحة المفقودة في ليبيا. و حسب ليبرمان فإن الولاياتالمتحدة تعمل مع المجلس الوطني الإنتقالي "لتأمين الأسلحة و غاز الخرذل الذي نخشى حما قال أن يقع بين أيدي أعداء الولاياتالمتحدة منهم الإرهابيين". و حذر من جهته روجرس من أن "القاعدة و منظمات إرهابية أخرى مهتمة بالحصول على هذه الصورايخ و أسلحة أخرى و حتى مخازن الأسلحة الكيميائية".