يثير نهب مخازن الأسلحة واختفاء كميات معتبرة من الصواريخ ذات التكنولوجيا الحديثة في ليبيا قلق الولاياتالمتحدة إزاء احتمال وقوع هذه الأسلحة بين أيدي إرهابيي المنطقة. وقد اكتشف خبراء يعملون لحساب »هيومان رايت واتش« يوم الأربعاء مستودعات للأسلحة التي تمت سرقتها ومن بينها صناديق فارغة من الصواريخ ذات الرأس الحرارية من نوع أس أ-24 . وفي تصريح له تناقلته الصحافة الأمريكية أوضح بيتر بوخاييرت من منظمة هيومان رايت واتش أن صواريخ أس أ-24 وهي من نفس طراز صواريخ ستينغار الأمريكية والتي يمكن أن يضاهي سعرها آلاف الدولارات في السوق السوداء والصواريخ أس أ-24 يمكن أن تركب على سيارات مع قاذفات أو ببساطة تقذف من أعلى كتف شخص. وحسب بوخاييرت فإن هذا النوع من الصواريخ الأكثر حداثة يعد أكبر خطر محتمل بالنسبة للطائرات المدنية لأنه يسهل حمل هذا السلاح ويسهل نسبيا إخفاؤه أو استعماله ويمكن أن يسقط طائرة تحلق على ارتفاع 11 ألف قدم. وأضاف أن »ليبيا كانت تعد 20 ألف صاروخ أرض-جوي ورأيت سيارات محملة بهذه الأخيرة«. وتم التوضيح أن السلطات الأمريكية منشغلة إزاء الصواريخ الليبية المفقودة التي يمكن أن تستعمل من طرف إرهابيين لإسقاط طائرات مدنية والتي يمكن أن تجد بسهولة مكانا لها في السوق السوداء. وأشار بوخاييرت إلى أن الأخطر في الأمر هو أن هذه المستودعات الخاصة بالصواريخ المضادة للطيران والمضادة للدبابات والقذائف المدفعية وآلاف قطع الذخيرة العسكرية تبقى كليا دون رقابة بعد مضي أكثر من أسبوعين على سقوط طرابلس. و يرى ماتيو شرودير خبير بفدرالية العلوم الأمريكية أن اكتشاف مستودعات للأسلحة المسروقة في ليبيا يبعث إلى القلق وذكر على وجه الخصوص الصواريخ المضادة للطيران المحمولة )مانبادس(. وحذر شرودر من أن لمعلومات التي مفادها أن مخازن الصورايخ المحمولة على الكتف وأسلحة أخرى خطيرة ليست مؤمنة بشكل جيد مثيرة للقلق وتستوجب دراسة عميقة. وأضاف أنه في حال عدم تأمين المخازن فإنه سيتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك النقائص. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن ضابط سامي في البنتاغون أنه إذا كان من الصعب معرفة فيما إذا كانت القاعدة أو مجموعات متطرفة أخرى قد تحصلت على هذه الصواريخ فإن المحللين بالإستخبارات يتوقعون أنهم تمكنوا من ذلك. كما أبدى مؤخرا رئيس لجنة الإستخبارات لغرفة النواب )الغرفة السفلي للكنغرس الأمريكي( مايك روجرس ورئيس لجنة الأمن الداخلي لمجلس الشيوخ جو ليبرمان عن تخوفهما لمصير الأسلحة المفقودة في ليبيا. وحسب ليبرمان فإن الولاياتالمتحدة تعمل مع المجلس الوطني الإنتقالي لتأمين الأسلحة وغاز الخرذل »الذي نخشى كما قال أن يقع بين أيدي أعداء الولاياتالمتحدة منهم الإرهابيين«. وحذر من جهته روجرس من أن »القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى مهتمة بالحصول على هذه الصورايخ وأسلحة أخرى وحتى مخازن الأسلحة الكيميائية«.