باتنة - أعلن وزير السياحة والصناعة التقليدية إسماعيل ميمون خلال زيارة العمل التي قام بها يوم الإثنين إلى ولاية باتنة أنه ينتظر في المستقبل القريب إنجاز مركز تقني لصناعة الحلي التقليدية بهذه الولاية. وذكر وزير السياحة أن اختيار باتنة لاحتضان هذا المركز يعود لتميز المنطقة بصناعة الحلي التقليدية الفضية منها والذهبية مضيفا أن هذه الولاية لها من مؤهلات سواء من حيث المواقع السياحية أو إمكانات الصناعات التقليدية ما يجعلها تصبح في المستقبل "قطبا سياحيا بامتياز". ولدى وقوفه على عينات من الأواني الطينية والفخار وكذا المفروشات التقليدية لاسيما تلك المصنوعة بشعر الماعز المعروضة على مقربة من "شرفات غوفي" ببلدية غسيرة دعا وزير السياحة والصناعة التقليدية الحرفيين إلى عرض منتوج المنطقة المحلي وتقديمه للسياح الوطنيين و الأجانب للتعريف بثراء المنطقة. ودعا من جهة أخرى مسؤولي القطاع المحليين الى إعطاء أهمية خاصة لحرفيي الجهة (الفخار والنسيج وغيرها من الحرف) ومدهم بالمعلومات الكافية فيما يخص التسهيلات والدعم الذي أقرته الدولة في هذا السياق وبإمكانهم الاستفادة منه وترقية منتجاتهم حفاظا على الموروث الثقافي بالجهة. وكانت لوزير السياحة والصناعة التقليدية وقفة بشرفات غوفي الشهيرة حيث تلقى شروحا وافية حول تاريخ الموقع بفندقه العتيق الذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي سنة 1900 وقلاعه العتيقة (آيث ميمون وآيث منصور وآيث يحيى) الضاربة في عمق التاريخ بنمطها العمراني الأصيل والذي لا يمكن مصادفته حسب المختص في علم الآثار علي قربابي إلا في جنوبتونس والمغرب وهذه المنطقة من الأوراس. واستمع إسماعيل ميمون إلى انشغالات حرفيي المنطقة ومسؤولي القطاع والمختصين والمتمثلة في المحافظة على القرى والبنايات القديمة الموجودة بالموقع والمهددة بالاندثار إلى جانب توفير سبل وإمكانات حماية الموقع الذي تم تسجيله ضمن منطقة توسع ومواقع سياحية. وزار وزير السياحة والصناعة التقليدية مدينة تموقادي الأثرية بمتحفها الغني بلوحات من الفسيفساء والقطع الأثرية النادرة واستمع إلى شروح حول المكانة التي كانت تحظى بها هذه المدينة في العهد الروماني حيث مازالت تحتفظ بالكثير من معالمها إلى حد الآن وهي التي تم تأسيسها حوالي السنة ال 100 بعد الميلاد بأمر من الأمبراطور الروماني تراجان. وبعدها وقف إسماعيل ميمون على ما يحتويه متحف لمبيز الأثري بمدينة تازولت من كنوز أثرية تعود إلى العهد الروماني ومنها الفسيفساء على الرغم من محدودية مساحته ليتفقد بعد ذلك مقري وكالتي سياحة وأسفار بمدينة باتنة ليتنقل إثر ذلك لتفقد المقر الجديد لمديرية السياحة والصناعة التقليدية وكذا مركز الإعلام والتنشيط السياحي بالحي الإداري الجديد بوسط مدينة باتنة. وقال وزير السياحة بالمناسبة "إننا نؤكد في سياستنا للقطاع على ضرورة تنمية سياحة الاستقبال لاسيما وأن أبواب الاستثمار مفتوحة الآن لكل المستثمرين بغية توفير هياكل الاستقبال التي مازالت ضئيلة مقارنة بالمؤهلات والمواقع السياحية الموجودة على المستوى الوطني كما أن إجراءات جديدة قد اتخذت لتحفيز المستثمرين لإنجاز هياكل ومرافق جديدة". وفي ما يخص ولاية باتنة أوضح ميمون أن "نقطة الضعف" فيها فيما يخص قطاع السياحة تكمن في "نقص مرافق الاستقبال" التي ينتظر أن تتدعم ب 1460 سرير بعد استكمال إنجاز الفنادق ال5 الخاصة الجاري انجازها حاليا بالولاية. وكانت آخر محطة لزيارة وزير السياحة إلى ولاية باتنة ضريح الملك النوميدي امدغاسن ببلدية بومية حيث وقف على وضعية هذا المعلم التاريخي الذي شهد في السنوات الأخيرة ترديا كبيرا.