الجزائر - استطاعت قوات الحكومة الصومالية الإنتقالية بدعم من قوات حفظ السلام التابعين للإتحاد الإفريقي يوم الخميس من إعادة السيطرة على منطقة رئيسية في العاصمة مقديشو عقب اشتباكات مع جماعة "الشباب" المتمردة. وأوردت مصادر إعلامية أن القوات الحكومية الصومالية وقوات حفظ السلام للإتحاد الإفريقي شنت هجوما على منطقة داينيل التي كانت تحت سيطرة مسلحي جماعة "الشباب" شمال غرب العاصمة إحدى آخر معاقل الجماعة المتمردة في المدينة. ومن ناحية اخرى ولج الأسطول الكيني اليوم المياه الصومالية للحد من أنشطة القرصنة حسبما أفاد به المتحدث باسم الجيش الكيني ايمانويل تشيرتشير مؤكدا تراجع عناصر جماعة "الشباب" أمام قوات بلاده في الصومال. وأوضح تشيرتشير- في تصريحات صحفية - أن المتمردين تكبدوا خسائر بشرية بلغت زهاء مائة قتيل في عملية" ليندا نتشى" التي تنفذها القوات الكينية مند دخولها الصومال الأحد الماضي مضيفا أن قوات بلاده تمكنت من السيطرة على بلدات دهوبلى قوكانى تابدا الرئيسية الخاضعة لجماعة شباب المجاهدين وتستهدف حاليا بلدتي افمادو واندامفور على بعد 200 كيلومتر داخل الصومال. وفي المقابل كثفت عناصر "الشباب" في الاونة الاخيرة من هجماتها إذ قامت بعدة إعتداءات على المنشآت الحكومية عقب انسحاب أغلب عناصرها من مقديشيو كان آخرها انفجار عنيف وقع أمس الاربعاء قرب ميناء العاصمة أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين بجروح كرد فعل عن إعلان دخول القوات الكينية إلى الأراضي الصومالية على خلفية سلسلة من عمليات الاختطاف في الاراضي الكينية التي ألقي باللوم فيها على الحركة. و يشار إلى أن هذا الهجوم يعد الثاني الذي شهدته الصومال بعد هجوم مماثل قبل نحو أسبوعين أسفر عن مصرع 30 شخصا على الأقل غالبيتهم من الطلاب وأصيب عشرات آخرون. وكانت العاصمة الصومالية قد تعرضت في الرابع من أكتوبر الجاري إلى هجوم انتحاري خلف أكثر من 70 قتيلا اعترف تنظيم "الشباب" بمسؤوليته عنه فيما حذر التنظيم آنذاك الصوماليين بالابتعاد عن المكاتب الحكومية والوزارات قائلا "إن المزيد من الهجمات آتية". وعلى خلفية التطورات الأمنية التي تشهدها الصومال أكدت الحكومتان الكينية والصومالية الانتقالية على مواصلة العمل معا من أجل تحقيق الاستقرار فى البلاد ووضع حد لتهديدات حركة الشباب. وترغب السلطات الكينية في دفع حركة الشباب بعيدا عن أراضيها وذلك عقب سلسلة من عمليات الاختطاف التي القي باللوم فيها على الحركة ولهذا الغرض توغلت القوات الكينية مدعومة بالقوات الجوية داخل الأراضي الصومالية متجهة نحو البلدات التي تسيطر عليها حركة الشباب. وتوعدت حركة "الشباب" بتصعيد هجماتها منذ إعلان كينيا أن قواتها ستدخل إلى الأراضي الصومالية لملاحقة مختطفي موظفي إغاثة من إسبانيا كانا يعملان في مخيم "داداب" للاجئين داخل الأراضي الكينية ونفت الحركة تورطها في عملية الخطف. من جهته أوضح وزير الشؤون الخارجية الكيني موسيس ويتانجولا أن هجوم قوات بلاده المسلحة على مواقع جماعة "الشباب" في الصومال لايعد بمثابة "غزو" مؤكدا أنه "لا توجد لدى كينيا النية لغزو أي دولة سواء أكانت الصومال أو أي دولة أخرى". وقال ويتانجولا أن القوات الكينية تقوم بتوفير الدعم للإتحاد الإفريقي وأثيوبيا في جهودهما لاستئصال عناصر المتمردين بناء على طلب من الحكومة الانتقالية الصومالية فيما تتأججت المخاوف لدى الكثير من الكينيين إزاء ما يحدث الآن خشية أن تتعرض بلادهم إلى هجمات من قبل تلك الحركة المتمردة. ومن جهتها أعلنت أوغندا التي تساهم بأكبر عدد من الجنود في قوة الإتحاد الافريقي "تسعة آلاف عسكري" التي تؤمن دعما وحماية لحكومة مقديشو أنها "تؤيد العملية العسكرية الكينية ضد عناصر حركة "الشباب". يجري ذلك في الوقت الذي ينهمك فيه المجتمع الدولي بإيجاد الحلول الناجعة لكبح جماح آثار المجاعة والجفاف التي تواجهها الصومال منذ عقود.