تعهد زعماء دول شرق أفريقيا بتعزيز القوات الأفريقية في الصومال دعما للحكومة الصومالية الانتقالية في مواجهة مناوئيها المسلحين. يأتي ذلك فيما تجددت الاشتباكات في شوارع وأحياء مقديشو بين القوات الحكومية وقوات حفظ السلام الأفريقية من جهة ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين من جهة ثانية. وتعهدت السلطة الحكومية للتنمية (إيغاد) بنشر ألفي جندي على وجه السرعة لتعزيز القوة الأفريقية في الصومال. و جاء ذلك عقب قمة طارئة عقدتها إيغاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بسبب تكثيف المعارك خلال الأسابيع الأخيرة في مقديشو بين مقاتلي حركة الشباب والقوات الحكومية المدعومة من قوات السلام الأفريقية في الصومال (أميسوم). وقالت المنظمة الأفريقية في بيان لها بختام القمة إنها تعول أيضا على الاتحاد الأفريقي -الذي يضم في عضويته نحو 53 دولة- في "حشد الموارد اللازمة والدعم اللوجستي والمعدات اللازمة لنشر القوات". وتتكون إيغاد من سبع دول من شرق أفريقيا وهي أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا والسودان والصومال لكن الدولة السابعة إريتريا علقت عضويتها حاليا. وقال السكرتير التنفيذي لمنظمة إيغاد محمود معالم إن القوات الجديدة سوف يتم تجنيدها من قبل دول المنظمة، وإن قادة هذه الدول هم الذين سيشرفون على ذلك، وأضاف أن الميزانية ستخضع لقيادة قوات أميسوم الأفريقية. وقبل ذلك، كان الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد دعا خلال القمة الطارئة إلى "تكثيف الجهود" ضد مقاتلي حركة الشباب. وقال شيخ أحمد لقادة دول المنطقة "أريد أن أقول لكم إن الصومال يمر بإحدى أحرج المراحل في هذه الفترات الأخيرة، ونطلب منكم تكثيف الجهود لتحديد إستراتيجية عسكرية فعالة". وأضاف أن الصومال بين أيدي القاعدة والمجموعات المتطرفة، القضية الصومالية تتطلب معالجة عاجلة. ودعا الرئيس الصومالي بالخصوص المجتمع الدولي إلى الوفاء بوعوده من دعم مالي وعسكري، ومواصلة تدريب القوات الحكومية وتقديم المساعدة للاجئين الصوماليين. وفي المقابل، دعا زعيم حركة الشباب أحمد عابدي غودان الصوماليين إلى التوحد لطرد قوات حفظ السلام التابعة الاتحاد الأفريقي من الصومال، وذلك في رسالة صوتية يعود تاريخ تسجيلها إلى مساء الأحد. ودعا عابدي غودان المعروف بأبو زبير الشعب الصومالي إلى "التوحد في مقاتلة عدو الله"، وقال "نعلم أن الشعب الصومالي يمكنه الاعتزاز بالانتصارين السابقين اللذين حققهما على الأميركيين والإثيوبيين، وستكون المعركة ضد قوات أميسوم آخر المعارك التي سيفوز بها". وجدد غودان التهديد بانتقام جماعته من بوروندي وأوغندا، اللتين تشاركان بالتساوي تقريبا في أميسوم بحوالي 6 آلاف جندي. وفي هذه الأثناء، قتل 11 مدنيا صومالياً تسعة منهم من أسرة واحدة وجرح سبعة آخرون في قصف مدفعي على مناطق بشمال العاصمة الصومالية. وقال شهود عيان إن قذائف المدفعية انطلقت من مواقع تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي. وتظاهر مئات من الصوماليين في الأحياء التي تسيطر عليها حركة الشباب المجاهدين في مقديشو احتجاجا على هذا القصف، ودعوا القوات الأفريقية للرحيل عن الصومال. ومنذ مطلع الشهر الجاري، تصاعدت الاشتباكات التي تدور في شوارع وأحياء مقديشو المكتظة بالمدنيين بين القوات الحكومية وقوات حفظ السلام الأفريقية من جهة ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين. وسقط أكثر من 40 قتيلا منذ أسبوع في مقديشو بمعارك شمالي العاصمة. ولا تسيطر الحكومة الصومالية إلا على جزء بسيط من مقديشو، وهي تدين في بقائها لدعم قوات الاتحاد الأفريقي. وتحتفل الصومال -التي تشهد حربا أهلية شبه مستمرة منذ 1991- الخميس بعيد استقلالها الخمسين.