شهدت العاصمة الصومالية مقديشو يوم الثلاثاء تصعيدا خطيرا في الوضع الأمني حيث خلف هجوم تبنته حركة "شباب المجاهدين" المتمردة على فندق عشرات القتلى من بينهم مسؤولين بعدما كانت العاصمة مسرحا لاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين أودت بحياة 40 شخصا وإصابة 106 آخرين منذ يومين. وكانت الحركة المتمردة على الحكومة الانتقالية قد توعدت بتكثيف هجماتها واستهداف المواقع الحكومية وقوات الاتحاد الافريقي تزامنا مع وصول جنود اوغنديين لدعم قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. فقد أعلن مصدر أمني صومالي اليوم ان 15 شخصا على الاقل من بينهم مسؤوليين قتلوا فى الهجوم الذي شنته عناصر من حركة الشباب على فندق يقع بالقرب من القصر الرئاسى بمقديشيو. وقال نفس المصدر في تصريح صحفي انه من بين القتلى يوجد نواب في البرلمان ومدنيين يعملون بالفندق . ونقلت وسائل الاعلام ان حركة الشباب اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم . موضحة ان وحدات من الحركة اقتحمت أحد الفنادق القريبة من القصر الرئاسى يسمى فندق "منى" والذي يقيم فيه مجموعة من النواب والمسؤولين. وكان 40 شخصا على الاقل قد قتلوا في وقت سابق وأصييب حوالى 106 آخرين في اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين في مقديشو منذ يوم الاثنين. وقد تواصلت الاشتباكات طوال الليلة الماضية بعد ان شنت حركة الشباب هجوما على مواقع القوات الحكومية في بعض احياء العاصمة. كما كان 11 شخصا قد لقوا حتفهم وأصيب 53 اخرون يوم امس في هجوم للمتمردين "بقذائف الهاون" على القوات الحكومية الصومالية المدعومة من قوات الاتحاد الأفريقي (اميصوم) في مقديشو. وتزامنت هذه الاعمال الدامية في مقديشيو مع وصول مئات الجنود الأوغنديين الى العاصمة الصومالية لدعم قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى والتى تساند الحكومة الصومالية. و يشكل الجنود الأوغنديين الجانب الأكبر من قوة الاتحاد الأفريقى كما كانت أوغندا كانت قد تعهدت بارسال المزيد من الجنود الى الصومال بعد التفجيرين اللذين تسببا في مقتل 76 شخصا في كمبالا الشهر الماضى والذي انسب الى حركة الشباب الصومالية. ويشن المتمردون في حركة الشباب هجمات متكررة على القوات الحكومية وهم يسيطرون على الجزء الاكبر من وسط وجنوب الصومال فى مواجهة الحكومة الانتقالية التي تتحصن في بعض أحياء مقديشو بحماية ستة آلاف من الجنود الاوغنديين والبورونديين في القوة الإفريقية. وكان المتحدث باسم البعثة الأفريقية لحفظ السلام في الصومال (أميصوم) بريجي باهوكو قد حذر من أن مسلحي حركتي شباب المجاهدين والحزب الإسلامي المتمردتين على الحكومة الصومالية يستعدون لشن هجمات وشيكة على مواقع حكومية وأخرى تابعة للبعثة بمقديشو . مؤكدا قدرة قوات البعثة على التصدي لأية هجمات متوقعة من جانب المتمردين. وكثفت حركة الشباب من نشاطها لوقف عمليات توصيل المؤن المقدمة من برنامج الغذاء العالمي إلى مستحقيها مهددة بالانتقام ممن يعملون مع الاممالمتحدة. وحسب تقارير اعلامية فقد صادرت الحركة مؤخرا أطنانا من المساعدات الغذائية المتجهة إلى تجار محليين و احرقت مؤنا قادمة من مستودعات بمقديشو. وأكد شهود عيان أن أعضاء الحركة استولوا على 30 مستودعا في مدينة بيلدوين الواقعة على بعد 400 كيلومتر من شمال مقديشيو كما اعترضوا قافلة محملة بالمساعدات الانسانية التي غادرت وسط البلاد متجهة إلى عدد من القرى. وأمام الحظر الممارس من طرف حركة الشباب على عمليات الاغاثة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في البلاد فان الامر ينذر بامكانية تردي الأوضاع الانسانية هناك خاصة وان 4 ملايين شخص (أي ما يعادل نصف السكان في الصومال) يعتمدون على المساعدات الانسانية العاجلة حسبما ذكرت منظمة الاممالمتحدة. يذكر أن الصومال محرومة من حكومة مركزية منذ أكثر من 20 عاما وهي تشهد حالة من الفوضى و العنف منذ الاطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري في عام 1991.