سكيكدة - توقف اليوم الثلاثاء في ثالث أيام عيد الأضحى المصعد الهوائي لمدينة سكيكدة "التليفريك" عن العمل بعد عودة التلاميذ إلى مدارسهم والعمال إلى مناصبهم حسب ما لوحظ. وأرجع مدير المؤسسة العمومية للنقل بسكيكدة سبب عدم تشغيل المصعد الهوائي في غالب الأحيان لانعدام المستعملين وتنقل عرباته فارغة طوال النهار ما يشكل -حسبه- عبئا كبيرا على كاهل المؤسسة من حيث فواتير الكهرباء معتبرا التليفريك "مدينة ملاهي يتمتع بها الأطفال أيام العطل أكثر من أنه وسيلة نقل تسهل الحياة اليومية للمواطنين". وأفاد ذات المصدر بأن التليفريك كان من المفروض أن يعزز منذ دخوله حيز الخدمة قدرات نقل المسافرين في مدينة سكيكدة وتعديل النظرة بشأن النقل الحضري من خلال إعادة تشكيل صورة مدينة مكتظة يواجه سكانها صعوبات جمة مع وسائل نقل رديئة. إلا أن اختيار مكانه لم يكن موفقا -حسب نفس المصدر- حيث يضمن تيليفريك سكيكدة حاليا خدمة النقل على خطوط مرتفعات بوعباز وبويعلي مرورا بمحطة نقل المسافرين "محمد بوضياف" بمدخل المدينة حيث تعد المحطة الأولى ل"بوعباز" المحطة الأم بينما تشكل المحطة البرية نقطة الإلتقاء. فسكان بوعباز لا يساعدهم التوقف بمحطة نقل المسافرين ثم اقتناء سيارات أجرة للوصول إلى غاية وسط المدينة أو التنقل على الأقدام لمسافة طويلة بل يفضلون ركوب الحافلة التي تتوقف بوسط مدينة سكيكدة حسب ما أشار إليه عمار (45 سنة) القاطن بهذا الحي. وتباينت آراء مواطنين أدلوا بها ل (وأج) بالمحطة البرية عند مدخل المدينة قرب محطة "محمد بوضياف" بشأن اختيار المسارات ومواقع محطات التليفريك. "لقد كان بإمكان هذه الوسيلة الحديثة أن تسهم في فك العزلة عن مناطق سيدي أحمد و بولقرود" على حد قول مستعمل رأى في اختيار وضع المحطة الرئيسية بمدخل المدينة "مجرد تبذير" فيما اعتبر آخر أن"التيلفريك سيكون أكثر مردودية لو تم ربطه بالمنطقة السياحية لسطورة لكي يطل من أعلى على شواطئ المنطقة الخلابة". وعلى الرغم من ذلك يظل بعض السكيكديين مرحبين بالمبادرة التي منحت المدينة "وسيلة نقل حضرية سريعة آمنة وإيكولوجية حتى ولو اعتبر بعضهم ثمن التذكرة المحددة ب20 دينار مبالغ فيه" و هو سبب آخر لنقص المستعملين. و اعتبر مدير المؤسسة العمومية للنقل بسكيكدة أن تشغيل التليفريك سيكون مرتبطا بمدى إقبال المواطنين عليه مشيرا إلى ضرورة إيجاد حل سريع لهذا المشكل الذي بدأ يرهق كاهل المؤسسة. ومن بين الحلول التي اقترحها فتح المجال للخواص لإنشاء مطاعم ومقاهي بمحطات التليفريك الثلاث ما سيشكل حتما وجهة للمواطنين لتمضية أوقات مع عائلاتهم وما سيشجعهم على استعمال هذا النوع من وسائل النقل الحضري. يذكر أن أشغال تيلفريك سكيكدة انطلقت في أبريل 2007 من طرف المجمع السويسري "غارافانتا" ومؤسسة سابتا الوطنية وبكلفة 1,3 مليار دينار والذي دخل حيز الاستعمال سنة 2009.