الجزائر - مرت 23 سنة على اعلان قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988 بالجزائر لتعود الذكرى في ظل وضع يميزه الاصرار الكبير الذي يحدو الشعب الفلسطيني وقيادته لانتزاع رد ايجابي عن طلبهم الحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة. وفي هذه المناسبة تعالت الاصوات الفلسطينية لدعوة المجتمع الدولي مجددا من أجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية والحاثة على تكثيف الجهود نحو تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية و التوجه بصوت واحد إلى الاممالمتحدة لنيل عضوية كاملة بها والذي قوبل بترحيب العديد من الدول كونه انبثق من وضع خطير تمر به العملية السلمية والانسداد الذي تعرفه جراء سياسة التعنت الاسرائيلية. ويحيي الفلسطينيون يوم ذكرى إعلان دولتهم في ظل صعاب كثيرة تواجههم أهمها تعثر عملية السلام مع إسرائيل وعدم تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في الثالث من ماي الماضي. الا ان ذكرى اعلان الدولة الفلسطينية تأتي هذه المرة غداة تحقيق مكسب كبير وانتصار للقضية الفلسطينية وشعبها بالحصول في 31 من أكتوبر الماضي على عضوية كاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بأغلبية 107 دول مقابل معارضة 14 فقط. ورغم الاجراء العدواني الذي اتخذته الولاياتالمتحدة عقب قبول دولة فلسطين باليونيسكو والقاضي بوقف مساهمتها للمنظمة الأممية فان العديد من الدول أبدت بالمقابل عزمها زيادة حصتها في هذه الميزانية لسد النقص والتي كان أخرها اسبانيا. وكان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أعلن وثيقة إعلان دولة فلسطين المستقلة في 15 نوفمبر عام 1988 خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر. وقد اعترفت أكثر من مائة دولة بها وتم نشر 70 سفيرا فلسطينيا في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال لكن امل قيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وانتزاعها لعضوية دائمة بالمنظمة الاممية لا زال المبتغى المنشود. فقد حلت مؤخر الذكرى السابعة عن وفاة عرقفات الذي طالما حلم بمعايشة أيام ينعم فيها الفلسطينييون بالحرية والاستقلال داخل وطن محدد المعالم . وبمناسبة الذكرى ال 23 لاعلان قيام دولة فلسطين جدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في برقية تهنئة لرئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس دعم الجزائر المطلق ونصرتها للقضية الفلسطينية "العادلة " و مؤازرتها للجهود التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة. ومن رام الله دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس خلال لقاءه المبعوث الامريكى لعملية السلام في الشرق الاوسط ديفيد هيل الإدارة الأمريكية إلى "إعادة النظر في موقفها من استئناف المفاوضات مع اسرائيل الداعي إلى الوقف الكامل للاستيطان و قبول حل الدولتين" مطالبا اياها ايضا باعادة النظر فى موقفها تجاه عضوية دولة فلسطين فى الاممالمتحدة. وفي بيان اصدرته عشية هذه الذكرى التاريخية أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني وقيادته سيواصلان إلى جانب شعوب العالم وحكوماته معركة الانتصار للحق والشرعية الدولية لاستقطاب الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة السيادة على جميع أراضيها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967. وفي الوقت الذي يصر فيه الفلسطينيون على المضي قدما في طلب نيل عضوية كاملة في الاممالمتحدة لا زال أملهم هذا يواجه صد من قبل الولاياتالمتحدة التي هددت باستخدام حق النقض "الفيتو" على منح فلسطين عضوية الاممالمتحدة. وكانت لجنة خبراء لدراسة طلبات العضوية في مجلس الأمن الدولي اعلنت في تقريرها النهائي الذي أصدرته الجمعة الماضي عقب سلسلة اجتماعات لها أنها غير قادرة على الخروج بتوصية موحدة بشأن طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة. وبدأ المسعى الفلسطيني في الاممالمتحدة بطلب قدمه الرئيس محمود عباس فى 23 اكتوبر أودع بموجبه الامانة العامة للمنظمة الدولية طلب الترشيح الذى تعارضه اسرائيل بشدة وتؤيدها فى هذا الولاياتالمتحدة. من جهتها طالبت جامعة الدول العربية امس المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية بضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس أسوة بباقي شعوب الأرض. وانتقد مسؤول الجامعة مواقف الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأخرى التي تعاملت بشكل"سلبي" مع التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن, وعارضت قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في منظمة اليونسكو. أما منظمة التعاون الإسلامي فقد استغلت المناسبة للتأكيد على تصميمها "المضي في التنسيق وتقديم الدعم للجهود الفلسطينية في المحافل الدولية " وأكدت على حق الفلسطينيين في عضوية كاملة بالمنظمة الدولية. ولتحقيق هذا المبتغى أجمعت الفصائل الفلسطينية على ضرورة تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية والالتفاف حول منظمة التحرير وتعزيز دورهالتفويت الفرصة على المحتل الذي لا يتهاون في وضع العراقيل امام مسار السلام وامام قيام الدوزلة الفلسطينية الحرة. وفي هذا الإطار أكدت منظمة التحرير الفلسطينية و جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وغيرها من الفصائل الإصرار على المسيرة والنضال حتى الوصول إلى الاستقلال الفعلي وشددت على أهمية تحقيق المصالحة بتحقيق الوحدة التى تعتبر أحد الضمانات الأساسية فى المشروع الوطني. يشار إلى ان لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي سيعقد في القاهرة الاسبوع القادم لرسم الخطوط العريضة للشروع في تنفيذ المصالحة خاصة الحكومة الانتقالية وشكل هذه الحكومة ورئيسها وموعد الانتخابات القادمة.