تونس - ستكون تونس يوم غد الثلاثاء على موعد مع افتتاح صفحة جديدة في مسارها الديموقراطي وذلك من خلال الانطلاقة الاولى لجلسات المجلس التأسيسي الذي سيتولى اعضاؤه البالغ عددهم 217 انتخاب رئيسه وتعيين رئيس جمهورية مؤقت للفترة الانتقالية الثانية ورئيس للحكومة قبل التفرغ الى صياغة الدستور الجديد للبلاد. ويرى أحمد المستيري - السياسي التونسي والمعارض للنظام السابق- ان افتتاح أشغال المجلس التاسيسي يعتبر بمثابة " رمز " لاحداث القطيعة" التامة مع النظام الديكتاتوري البائد " وتدشين مرحلة جديدة من العمل السياسي الذي تطبعه السلطة الشرعية. بيد ان العديد من الملاحظين يرون ان "الرهان الرئيسي" الذي سيطرح على المجلس التاسيسي" يكمن " في طبيعة النظام الجديد وصلاحيات وسلطات القادة الجدد وهل ان النظام الذي سيتم تبنيه هو نظام برلماني حسب ما يدعو اليه حزب " حركة النهضة الاسلامية" او ان الامر يتعلق بنظام رئاسي محض او بنظام شبه رئاسي. ومهما يكن فان الائتلاف الحزبي الحاصل على الاغلبية قد فصل في موضوع الرئاسات الثلاث حسب ما اجمعت عليه المصادر الحزبية حيث اسند منصب رئاسة البلاد الى منصف مرزوقي زعيم حزب " المؤتمر من اجل الجمهورية " وتحصل امين عام حزب " النهضة الاسلامية " حمادي الجبالي على رئاسة الحكومة فيما عاد منصب رئاسة المجلس التاسيسي للسيد مصطفى بن جعفر زعيم حزب"التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات". و للإشارة فان مرشح حزب " النهضة الاسلامية " لرئاسة الحكومة حمادي الجبالي قد قبع بالسجن 15 عاما كاملة ابان النظام البائد ويعتبر من الشخصيات " المعتدلة " في حركة النهضة وسبق له أن قام بزيارة للولايات المتحدة قبيل انتخابات المجلس التاسيسي الاخيرة التي جرت يوم 23 أكتوبر الماضي حيث أجرى سلسلة من المباحثات الغير رسمية مع " مراكز القرار" هناك حسب العديد من المصادر المطلعة. أما منصف مرزوقي البالغ من العمر 66 عاما والمرشح لمنصب رئيس الجمهورية المؤقت وزعيم حزب " المؤتمر من اجل الجمهورية " فقد شغل مهنة طبيب واعتبر من "اشرس المعارضين" لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حيث قضى اكثر من عشر اعوام في منفاه بفرنسا قبل أن يعود إلى بلاده مباشرة بعد الاطاحة بالنظام البائد يوم 14 جانفي الماضي في اعقاب انتفاضة شعبية اجبرت الرئيس المخلوع على مغادرة البلاد والسلطة متوجها الى منفاه بالمملكة العربية السعودية. وعن مصطفى بن جعفر مؤسس حزب " التكتل" الذي ينتمي للاممية الاشتركية والذي سيتولى رئاسة المجلس التأسيسي فهو طبيب ايضا يبلغ من العمر 71 سنة واعتبر من اكبر المعارضين لنظام الرئيس المخلوع كما يعتبر مقربا من الحزب الاشتراكي الفرنسي.