الجزائر - توجت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز إلى الجزائر من 10 إلى 13 ديسمبر الجاري بصدور بيان مشترك. وفيما يلي نصه الكامل: "بدعوة كريمة من فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية قام السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية بزيارة دولة إلى الجزائر استغرقت اربعة أيام في الفترة من 10 إلى 13 ديسمبر 2011 رفقة وفد وزاري هام. تندرج هذه الزيارة في اطار تعزيز سنة الحوار والتشاور بين قائدي البلدين لتمتين روابط الاخوة وعلاقات التعاون العريقة القائمة بين الجزائر وموريتانيا. وخلال اقامته بالجزائر قام فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية بزيارة إلى ولاية قسنطينة وقف خلالها على مواقع علمية وآثارية وعمرانية وعبر عن ارتياحه لما تزخر به الجزائر من كنوز حضارية وتاريخية عريقة كما اولى اهتمامه بمشروع "ترامواي" مدينة قسنطينة مشيدا بالتقدم الذي حققته الجزائر في العديد من المجالات لاسيما في مجال النقل. وقد أجرى الرئيسان عدة لقاءات على انفراد سمحت بتقييم علاقات التعاون الثنائي القائمة بين البلدين ودراسة السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها وتنويعها في مختلف المجالات بما يتماشى وتطلعات الشعبين الشقيقين. وفي هذا الصدد اعربا عن ارتياحهما للنتائج التي تمخضت عن الدورة العاشرة للجنة المتابعة الجزائرية الموريتانية المنعقدة بالجزائر يومي 11 و 12 نوفمبر 2011 مؤكدين على اهمية تنفيذ توصيات هذه الدورة وخارطة الطريق التي تم اعتمادها بهذه المناسبة والتحضير الجيد لاشغال اللجنة المشتركة الكبرى المقرر عقدها خلال الثلاثي الأول من سنة 2012 بنواكشوط . ونوه قائدا البلدين بالتقدم المسجل في اطار التعاون الثنائي ودعيا المؤسسات العامة والخاصة والمتعاملين الاقتصاديين في كلا البلدين إلى اعطاء دفع جديد للعلاقات الاقتصادية والتجارية وتوفير المناخ الملائم لمشاريع الشراكة والاستثمار لاسيما في قطاعات الطاقة والمعادن والبنية التحتية والفلاحة والصيد البحري تعود بالنفع المشترك على البلدين والرفع من حجم المبادلات التجارية التي لا تزال دون مستوى الامكانيات المتوفرة في كلا البلدين. وفي هذا السياق عبر الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز عن تشكراته وامتنانه لفخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية على التضامن الفعال الذي لقيته موريتانيا من الشقيقة الجزائر من خلال مساهماتها في تكوين الطلبة والاطارات الموريتانية في مختلف التخصصات واستعدادها الدائم لمد جسور التآخي ودعم علاقات حسن الجوار. كما تبادل قائدا البلدين وجهات النظر بخصوص التطورات والتحولات التي شهدها البلدان والاصلاحات السياسية والاقتصادية التي شرعا فيها لتعزيز المسار الديمقراطي والاستجابة للمطالب المشروعة التي عبرت عنها مختلف شرائح المجتمع في البلدين وأبرزا المراحل والخطوات التي تم قطعها معربين عن ارتياحهما للتقدم الكبير الذي احرزته كل من الجزائر وموريتانيا لتعميق الديمقراطية ودولة القانون وارساء دعائم التنمية الاقتصايدية والاجتماعية. ولدى التطرق إلى اتحاد المغرب العربي وما تشهده المنطقة من تحولات عبر قائدا البلدين عن ارادتهما لتفعيل مؤسسات وهياكل اتحاد المغرب العربي لتكريس مفهوم التكامل والاندماج الاقتصادي بين الدول المغاربية والتأكيد على ارتباط مصالح دول الاتحاد بهذا المشروع الحضاري. كما استعرضا التطورات الاخيرة التي شهدتها المنطقة والعالم العربي وأكدا على تطابق وجهات نظرهما حول مجمل المسائل التي تم بحثها وفي هذا السياق أكدا تمسكهما بالعمل العربي المشترك وضرورة اعطاء فرصة كاملة للمبادرة العربية لحل الازمة السورية وتمسكهما بأهداف الاتحاد الافريقي ومبادرة الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا "نيباد" والتزامهما بتكثيف الجهود لترقية السلم والامن والاستقرار في افريقيا. ومن جانب اخر عبر قائدا البلدين عن ارتياحهما للتعاون القائم في المجال الامني سواء على المستوى الثنائي او على مستوى الآليات المشتركة التي وضعتها بلدان الميدان من اجل مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وفي هذا الخصوص جددا التزامهما الراسخ بتكثيف الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل. كما عبرا عن قناعتهما العميقة بأن مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل يمر حتما عبر تعزيز التعاون بين دول الميدان وشركائهما الدوليين ونوها بالتقدم الحاصل في مجال التعاون والتنسيق على مستوى لجنة الاركان العملياتية المشتركة ووحدة الادماج والتنسيق. وفي هذا الصدد شددا على أن الاستراتيجية الاقليمية التي تبنتها الجزائر وموريتانيا مع شركائهما في دول الساحل لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وتجاوب المجموعة الدولية معها بدأت تعطي ثمارها خاصة بعد النجاح الذي حققته الندوة الدولية رفيعة المستوى حول الامن والشراكة في الساحل المنعقدة يومي 07 و08 سبتمبر 2011 بالجزائر وما رافقها من مشاورات ولقاءات في واشنطن وبروكسل بين دول الميدان وشركائها. وبخصوص الوضع في ليبيا اعرب الرئيسان عن أملهما في أن يتمكن هذا البلد الشقيق من ارساء دعائم دولة ديمقراطية ينعم فيها الشعب الليبي بالحرية والعدالة والأمن والاستقرار كما عبرا عن استعدادهما للتعاون والتنسيق مع الحكومة الليبية الانتقالية والسلطات الليبية الجديدة. وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية أكد قائدا البلدين التزامهما بدعم مساعي الأممالمتحدة في سبيل بلورة حل عادل ودائم يرضى جميع الاطراف المعنية. كما جددا دعمهما ومساندتهما للشعب الفلسطيني في كفاحه من اجل استرجاع حقوقه المشروعة بما في ذلك اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعبرا في ذات الخصوص عن دعمهما لطلب انضمام دولة فلسطين إلى منظومة الأممالمتحدة . لقد جرت المباحثات بين الجانبين في جو اتسم بالاخوة والتفاهم المتبادل وفي هذا الصدد اعرب الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن عميق شكره للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستقبال الحار والحفاوة الأخوية التي حظي بها والوفد المرافق له طيلة اقامته بالجزائر وبهذه المناسبة وجه الرئيس محمد ولد عبد العزيز دعوة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للقيام بزيارة إلى موريتانيا وقد تم الترحيب بهذه الدعوة على ان يتم تحديد تاريخ تجسيدها عبر اتفاق مشترك عن طريق القنوات الدبلوماسية ".