أكد أمس الرئيسان بوتفليقة ونظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، عن استعدادهما للتعاون مع السلطات الليبية الجديدة، كما اعتبرا أن التنسيق الأمني بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب بالساحل بدأ يعطي ثماره، وأعلن البلدان التزامهما بمساعي الأممالمتحدة لحل القضية الصحراوية. طالب الرئيسان الموريتاني والجزائري في بيان مشترك صدر في أعقاب زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للجزائر، بإعطاء فرصة كاملة للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية، كما أعربا عن أملهما في أن تتمكن ليبيا من إرساء دعائم دولة ديمقراطية ينعم فيها الشعب الليبي بالحرية والعدالة والأمن والاستقرار، واستعدادهما للتعاون والتنسيق مع الحكومة الليبية الانتقالية والسلطات الليبية الجديدة. وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، أعلن الرئيسان أن البلدين أكدا التزامهما بدعم مساعي الأممالمتحدة في سبيل بلورة حل عادل ودائم يرضي جميع الأطراف المعنية. وفي مجال التنسيق بين البلدين في مجال مواجهة الإرهاب، أكد البيان على ارتياحهما للتعاون القائم في المجال الأمني سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى الآليات المشتركة مع البلدان المعنية من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وجددا التزامهما الراسخ بتكثيف الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل. ونوه الرئيسان بالتعاون الحاصل في مجال التعاون والتنسيق على مستوى لجنة الأركان العملياتية المشتركة ووحدة الإدماج والتنسيق، كما عبرا عن قناعتهما العميقة بأن مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل تمر حتما عبر تعزيز التعاون بين دول الميدان وشركائها الدوليين. واعتبر البيان أن الاستراتيجية الإقليمية التي تبنتها الجزائر وموريتانيا مع شركائهما في دول الساحل لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجاوب المجموعة الدولية معها بدأت تعطي ثمارها، خاصة بعد النجاح الذي حققته الندوة الدولية رفيعة المستوى حول الأمن والشراكة في الساحل المنعقدة يومي 7 و8 سبتمبر 2011 بالجزائر، وما رافقها ولقاءات في واشنطن وبروكسل بين دول الميدان وشركائها. كما دعا الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة ومحمد ولد عبد العزيز إلى تفعيل مؤسسات وهياكل اتحاد المغرب العربي لتكريس مفهوم التكامل والاندماج الاقتصادي بين الدول المغاربية. وأكد البيان على ارتباط مصالح دول الاتحاد بهذا المشروع الحضاري، كما جددا تمسكهما بالعمل العربي المشترك، والتزامهما بتكثيف الجهود لترقية السلم والأمن والاستقرار في إفريقيا. وأشار البيان إلى أن الرئيسين استعرضا التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة والعالم العربي، وأكدا على ضرورة إعطاء فرصة كاملة للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية، كما أعربا عن أملهما في أن تتمكن ليبيا من إرساء دعائم دولة ديمقراطية ينعم فيها الشعب الليبي بالحرية والعدالة والأمن والاستقرار، واستعدادهما للتعاون والتنسيق مع الحكومة الليبية الانتقالية والسلطات الليبية الجديدة. وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين الجزائر وموريتانيا، أوضح البيان أن زيارة رئيس الجمهورية الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مكنته من استعراض ملفات هذا التعاون مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حيث عبرا عن ارتياحهما للنتائج التي تمخضت عن الدورة العاشرة للجنة المتابعة الجزائرية الموريتانية المنعقدة بالجزائر يومي 11 و12 نوفمبر الماضي، وأكدا على أهمية تنفيذ توصيات الدورة وخارطة الطريق التي اعتمدتها.