الجزائر- لم ترق مشاركة البعثة الرياضية الجزائرية في الالعاب العربية الثانية عشر 2011 بالدوحة الى مستوى التطلعات بعد انهائها المنافسة في مركز خامس محتشم برصيد هزيل(88 ميدالية منها 16 ذهبية) متخلفة كثيرا عن كل من مصر (90 ذهبية) و تونس(54 ذهبية) و المغرب(35 ذهبية) و قطر(32 ذهبية). وسجلت الجزائر في هذه الدورة اسوأ مشاركة لها على الاطلاق في هذه الالعاب اذا استثنينا المشاركة المتواضعة للبعثة الرياضية الجزائرية سنة 1965 بمصر حيث احتلت الجزائر المركز الثامن في الترتيب العام. فالجزائر التي احتلت حتى المركز السابع في بعض فترات هذه الالعاب لم تتمكن من تجاوز السعودية (15 ذهبية ) الا في الجولة الاخيرة . وبالمقابل سحقت اللبعثة الرياضية المصرية منافسيها و كان لها نصيب الاسد من مجموع الميداليات خاصة ميداليات المعدن النفيس (90 ذهبية و 76 فضية و 67 برونزية) متقدمة على تونس بمجموع 138 ميدالية (54 ذهبية منها 15 من انجاز السباح اسامة ملولي و 54 فضية و 39 برونزية) ثم المغرب في المركز الثالث ب113 ميدالية (35 ذهبية و38 فضية و 40 برونزية) والجزائر عن بعد ب88 ميدالية (16 ذهبية و 31 فضية و 41 برونزية). فباجراء مقارنة بسيطة بين حصاد بعثات الدول التي تجاوزت الجزائر في الترتيب العام نلمس بمرارة ضعف و تقهقر المشاركة الجزائرية التي كانت بعيدة جدا عن النتائج التي حققتها في الدورة الاخيرة (القاهرة 2007) أين بلغت مجموع 128 ميدالية منها 32 ذهبية (ضعف ما تحقق في 2011) ببعثة رياضية لم يتعد تعدادها 179 رياضي متوزعين على 19 اختصاص رياضي مقابل 211 في دورة الدوحة (18 اختصاص). --- اختصاصات....خارج الاطار على كثافة النتائج المخيبة يبقى مردود السباحة الجزائرية في الدوحة اكثر من "مخيب" بل "كارثي". فان بلغ حصاد السباحة الجزائرية (11 ميدالية ذهبية في دورة القاهرة فان الامر كان مغايرا تماما بدورة الدوحة التي اكتفى فيها السباحون الجزائريون بذهبية واحدة من انجاز السباحة مليح امال في 100 متر سباحة على الظهر . والجميع كان يرتقب السباح نبيل كباب لاثراء حصاد الجزائر بالمعدن النفيس لكن السباح الجزائري لم يتمكن من مواكبة مستوى النجم التونسي و العالمي اسامة الملولي الذي حصد جل الالقاب عن جدارة واستحقاق . اما الخيبة الاخرى فكانت من نصيب الملاكمة التي اخفقت في احراز اي ذهبية مكتفية بفضيتين اثنتين و خمس (5) برونزيات بعد ان كانت قد توجت بذهبية واحدة في موعد القاهرة. فحتى وان كان الطاقم الفني قد قرر المشاركة في دورة الدوحة بالمنتخب الثاني (ب) فان هذا لا يبرر باي حال من الاحوال اخفاق الملاكمين الجزائريين الذين كانوا يطمحون في العودة بالمعدن النفيس من الدوحة. ولم تكن نتيجة الجيدو الجزائري أحسن من سابقتها بعد ان كانت الاتحادية الجزائرية قد حددت لمصارعيها هدف تحقيق نتيجة اقل من تلك المحققة في دورة القاهرة (باربع ذهبيات مسطرة لموعد الدوحة لكن واقع الامر كان اقل من ذلك ببرصيد (3 ذهبيات فقط). ومن جهتهن كانت خيبة لاعابت الكرة الطائرة -اللائي كن مدعومات معنويا بمشاركتهن الاخيرة في بطولة العالم باليابان واكثر المنتخبات المرشحة للتتويج بالذهب- كبيرة هي الاخرى بتفريطهن في الذهب لمصلحة نظيراتهن المصريات . وفي بقية الاختصاصات مثل الكرة الطائرة الشاطئية و المصارعة و التايك واندو و رفع الاثقال و الشراع لم تظفر الجزائر بأي ميدالية ذهبية من طرف ممثلي هذه الرياضات حيث اكتفى بعضهم بمعدن الفضة في أحسن الأحوال. رياضات في الواجهة... فإذا كانت النتائج عموما مخيبة للأمل حيث عرفت "فشلا ذريعا" حسب ما أكده اللاعب الدولي السابق في كرة اليد والرئيس الحالي لنادي الأبيار, عبد السلام بن مغسولة, فان بعض الرياضات تستحق الثناء و الشكر على غرار الجمباز الفني الذي خطف ميدالية ذهبية بفضل المخضرم سيد علي فرجاني (33 سنة) بالإضافة إلى برونزيتين و الرمي الرياضي الذي حاز على ذهبية عن طريق أمين عجالي و فضية حسب الفرق دون أن ننسى ذهبية شيخي توفيق في رياضة الترامبولين. ولا نستثني في النتائج الايجابية رياضة الدراجات التي تألقت في دورة الدوحة بحصولها على ذهبية السباق على الطريق حسب الفرق و فضية الدراج عزالدين عقاب. كما عرفت الرياضة الجزائرية تألق لعبة الشطرنج بفضل ذهبيتي محمد حدوش في اللعب السريع و ثالثة للمنتخب النسوي حسب الفرق في المنافسة التقليدية. نفس الشيء بالنسبة لرياضة الكاراتي الذي حسن مردوده العام كقارنة بدورة القاهرة حيث نال في الدوحة على 11 ميدالية منها ذهبيتان و 4 فضيات و 5 برونزيات) مقابل 10 ميداليات منها ذهبية واحدة في القاهرة, وكذا ألعاب القوى (3 ذهبيات في الدوحة مقابل ذهييتين في القاهرة. أما الميدالية الذهبية للمنتخب النسوي لكرة اليد فلا يمكن أخذها بعين الاعتبار طالما وأن مستوى الدورة كان ضعيفا للغاية على غرار منتخبي قطر و الأردن المتواضعين فيما شاركت تونس بمنتخبها الثاني. والآن أسدل الستار على الألعاب الرياضية العربية للدوحة, و تبقى على وزارة الشباب والرياضة و الاتحاديات الوطنية اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتفادي مثل هذه النكسات خلال الدورة الثالثة عشرة المقررة عام 2015 بلبنان.