الجزائر - تواصل بعثة المراقبين العرب المعنية بالتحقق من مدى التزام دمشق بالمبادرة العربية لحل الازمة السورية مهامها لليوم الثاني على التوالي في ظروف عمل اتسمت "بتفاؤل" اعضاء البعثة رغم استمرار احداث العنف التي تشهدها البلاد ما يضع بوادر انفراج الازمة رهان حقيقي امام الجامعة العربية. و بعد أن أعرب رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية محمد أحمد مصطفى الدابي في تصريحات صحفية اليوم عن "تفاؤله لظروف سير عمل البعثة" اكد أن "مهمتها هي المراقبة و ليس التفتيش". و عن اجواء استقبال السلطات السورية للبعثة العربية قال رئيس بعثة المراقبين "الموقف هادىء حتى الآن و الأمور مبشرة بخطوات إيجابية إلى أمام" مشيرا إلى "الاجتماع الذي جمعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم فور وصوله إلى دمشق". كما اوضح الدابي انه "سيرسل تقريرا إلى الجامعة العربية بكل شفتفية بعد زيارته إلى مدينة حمص السورية أمس" رافضا " اعطاء الإعلام أي تفاصيل عن تقارير المراقبة للأوضاع في سورية". و قد زار 10 من اعضاء بعثة المراقبين العرب يوم امس مدينة حمص حيث اجتمعوا مع محافظ المدينة غسان عبد العال على ان يتوجهوا إلى حماة في شمال وادلب (شمال غرب) ايضا من دون تحديد اي موعد. و في هذا الخصوص اعتبر الدابي "الاحوال فى بعض المناطق فى مدينة حمص لم تكن طيبة" مؤكدا في الوقت نفسه ان "اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا على الاقل اثناء وجود المراقبين العرب هناك خيث كان الوضع هادئا و لم تقع اشتباكات". و أبرز مهام البعثة قائلا " نحن بعثة نكتب ما نراه بأعيننا و مانسمعه بآذاننا إلى الجامعة العربية بكل شفافية حتى لا يكون هناك أي التباس في اتخاذ القرار سواء لمصلحة أو ضد أي طرف من أطراف الأزمة السورية". وعن الامكانيات اللوجيستية الضرورية لبدء عمل البعثة افاد الدابي "بدأنا فور وصولنا الإجراءات الإدارية للبعثة",مضيفا أن "مهام بعثتنا هى الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة العربية" مشيرا إلى أنه "لا بد من تجهيز المعدات لعمل المراقبين و السيارات و الأجهزة و الآن وصلت سيارات". وعلى صعيد اخر كشف الدابى "اعتبارا من مساء اليوم و فجر غد سينتشرالمراقبون فى ادلب و حماة و درعا و فى شريط محيط بدمشق بعرض بين خمسين و ثمانين كلم". ومن جهته كشف مصدر من غرفة العمليات الخاصة بلجنة مراقبي الجامعة العربية المكلفة بمتابعة تطورات الأوضاع في سورية انه من المقرر أن يرأس نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية "اجتماعا لمسؤولي غرفة العلميات لتقييم الموقف انطلاق عمل البعثة" مطالبا في الوقت ذاته بأن "تراعي وسائل الإعلام حساسية الموقف ودقة عمل اللجنة بعيدا عن التلوين وبث الأنباء غير الصحيحة". و يضم وفد المراقبين الذي وصل مساء اول امس الاثنين إلى دمشق 50 عضوا لبدء مهام عمله داخل الأراضي السورية ومتابعة الأوضاع السارية و التحقق من مدى تنفيذ الحكومة السورية لبنود الخطة العربية التي تنص كذلك على الافراج عن المعتقلين خلال المظاهرات المناوئة للنظام و انسحاب القوات المسلحة من شوارع المدن السورية والسماح لمراقبين عرب والصحافة الاجنبية بمراقبة الاوضاع في الميدان. وفي الوقت الذي أعرب فيه رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية محمد أحمد مصطفى الدابي اليوم عن "تفاؤله" لسير عمل البعثة ترددت انباء عن مقتل "اربعة جنود سوريون و جرح 12 اخرون في كمين نصبته مجموعة مسلحة لقافلة للجيش و قوات الامن فى محافظ درعا جنوب سورية". و أفاد بيان المرصد السوري لحقوق الانسان ان "اربعة جنود على الاقل قتلوا و جرح 12 اخرون اثر كمين نفذته مجموعات منشقة لقافلة عسكرية امنية مشتركة على الطريق بين بلدة خربة غزالة ومدينة داعل فى محافظة درعا". و من جهة أخرى أفادت "الهيئة العامة للثورة السورية" بسقوط ستة قتلى برصاص قوات الأمن أغلبهم في مدينة "حماه" و هي المدينة التي يرتقب ان يحلوا بها اعضاء بعثة المراقبين العرب بعد ان زارا يوم امس مدينة حمص. و كان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف يوم الاثنين عن مقتل 13 شخصا على الأقل و إصابة عشرات الآخرين إثر قصف عنيف لحي بابا عمرو في مدينة حمص داعيا المراقبين العرب إلى التوجه فورا إلى المنطقة فيما اعلنت لجان التنسيق المحلية أن عدد قتلى يوم أمس ارتفع إلى 42 شخصا في عدد من المدن السورية. كما أعلنت دمشق عن اشتباك قوات الأمن السورية يوم امس الثلاثاء مع مجموعة مسلحة في منطقة "جسر الشغور" بمحافظة "إدلب" قرب الحدود التركية كانت تحاول تسهيل عملية تسلل مجموعة مسلحة أخرى من داخل الأراضي التركية موضحة أن القوات السورية "تمكنت من قتل وإصابة عدد من المسلحين ومصادرة كميات من الأسلحة والذخائر..". كما ذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط السورية امس "استهداف خط لنقل الغاز عند قرية المختارية بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى إلى تسرب نحو 150 الف متر مكعب من الغاز من نقطة التفجير و هذا ساعات قبل حلول مراقبي البعثة بمدينة حمص. و على الصعيد السياسي قال "رئيس المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية" سعيد سلام تعليقاعلى تصريحات رئيس البعثة العربية الدابي أنها "تأتي في محاولة للتغطية على الفشل الظاهر لكل مراقب من هذه البعثة" مضيفا "إن الجامعة العربية تدخل في تناغم مع النظام و لا يوجود أي تغير ملموس على الساحة السورية من خلال وجود لجنة المراقبة العربية". وتترقب المجموعة الدولية التي تراقب عن كثب عمل البعثة العربية نتائج تقارير المراقبين و ما ستتخذه الجامعة العربية من قرارات على ضوء تلك النتائج التي قد تجنب سورية دوامة العنف الدموي الذي تتخبط فيه منذ بداية الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام منتصف مارس الماضي.