أكد رئيس بعثة المراقبين التي تعكف على التحقيق في مدى التزام دمشق بتنفيذ خطة السلام برعاية الجامعة العربية والموقعة بموجب بروتوكول بين الأخيرة وحكومة الأسد، بأن الأوضاع في بعض المناطق في مدينة حمص لم تكن هادئة بالفعل إلا أنه لم يتم تسجيل أشياء وصفت بالمخيفة، وقال محمد أحمد مصطفى الدابي، إن هناك بعض الأماكن التي لم يكن الوضع فيها جيدا لكن لم يكن هناك شيء مخيف على الأقل أثناء تواجدهم هناك، وأضاف أنه وبالرغم من رؤيته لمسلحين مدنيين إلا أن الوضع العام اتسم بالهدوء مع عدم تسجيل وقوع أية اشتباكات. وكشف الدابي الذي يعكف رفقة وفده على رصد الأوضاع في سورية، أن المراقبين قد بدؤوا اعتبارا من مساء أمس، زيارات تفقدية في مناطق أخرى خارج حمص التي كانت محطته الأولى، مشيرا إلى أن الأوضاع العامة مطمئنة لغاية الآن لكن الأمر يحتاج مزيدا من التحريات، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الدابي، قوله إنه »اعتبارا من مساء اليوم -أمس- وفجر الخميس، سينتشر المراقبون في أدلب وحماة ودرعا وفي شريط محيط بدمشق بعرض قدره 85 كلم«. يأتي تصريح الدابي، في وقت أثار فيه اختياره لترأس لجنة المراقبة العربية، قلق نشطاء سوريين كونه فريق أول بالجيش السوداني، معتبرين بأن تحدي السودان لمحكمة جرائم الحرب يعني أنه من غير المرجح أن يوصي المراقبون باتخاذ إجراءات قوية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وأضافوا متسائلين حول كيفية اختيار شخص ينتمي هو الآخر لجيش مدان بنفس نوعية الجرائم التي يجري التحقيق فيها بسوريا، واتهم النشطاء الدابي بأنه سيكون آخر شخص يعترف بما يجري من فضائع حتى ولو وجدها ماثلة أمامه، في حين بررت الجامعة العربية اختيارها كون رئيس بعثتها يملك الخبرة العسكرية والدبلوماسية الكافيتين ما يؤهله للنجاح في مهمته. من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة جنود سوريين قتلوا وجرح 12 آخرون في كمين نصبته صباح أمس مجموعة عسكرية منشقة لقافلة للجيش وقوات الأمن في محافظ درعا جنوب سوريا، وقال المرصد في بيان له إن: »أربعة جنود على الأقل قتلوا وجرح 12 آخرون، وإلى جانب ذلك، دعا المجلس الوطني السوري المعارض لعقد اجتماع وزاري عربي طارئ لمناقشة الوضع في مدينة حمص، فيما حذرت واشنطن من جهتها بأن استمرار النظام السوري في تصعيده للعنف سيدفع المجتمع الدولي لدراسة وسائل أخرى لحماية المدنيين، خاصة وأن عدد الضحايا قدر بنحو 15 قتيلا في أول يوم من عمل بعثة الجامعة العربية فيما قدرت بعض المصادر العدد الإجمالي ب42 قتيلا في اليومين الماضيين. في سياق ذي صلة، قالت منظمات حقوقية سورية، إن النظام السوري نقل مئات المعتقلين إلى منشآت عسكرية لإخفائهم عن المراقبين العرب، ونقلت منظمة »هيومن رايتس ووتش« عن ضابط أمن سوري في حمص قوله إنه تلقى أوامر بنقل ما بين 400 إلى 600 معتقل من سجنه إلى موقع آخر، مشيرا إلى أن العملية تمت على دفعات، وأن بعض المعتقلين جرى نقلهم في سيارات جيب مدنية والبعض الآخر منهم في شاحنات لنقل السلع، وتابع الضابط بحسب ما أوردت المنظمة الحقوقية، أن دوره داخل السجن كان جمع المعتقلين ونقلهم إلى السيارات، وأن المعتقلين تم نقلهم إلى مصنع صواريخ عسكري في منطقة زيدل بمحافظة حمص، لكن التلفزيون السوري أكد أن السلطات أفرجت عن 755 شخصا احتجزوا خلال الانتفاضة المستمرة منذ تسعة أشهر على حكم الرئيس بشار الأسد.