الجزائر - لم تتوصل نقابات عمال و السلطات في نيجيريا إلى حل "وسط" بشأن إلغاء دعم سعر الوقود في ظل مخاوف من توقف صناعة النفط في هذا البلد الأفريقي ا و استمرار الإضراب العام إذا ما ظلت الخلافات عالقة. و لم يتمكن الطرفان إلى التوصل إلى اتفاق بشان سعر البنزين الذي أدى ارتفاعه المفاجئ في 1 جانفي الجاري إلى إضراب عام و مظاهرات شعبية شلت البلاد الذي يعتبر المنتج الأول للذهب الأسود في القارة الافريقة حيث تنخره صراعات دينية و طائفية. وقرر الرئيس جوناثان غودلاك خفض أسعار البنزين إلى 97 نايرا/ اي 60ر0 دولار/ للتر الواحد في ختام لقاء جمعه مع نقابات العمال الليلة الماضية و ذلك بعد أسبوع من الإضرابات توازيا مع احتجاجات شهدتها مختلف مناطق نيجيريا ضد قرار الحكومة بإلغاء دعم الوقود. وقال الرئيس النيجيري أن "المحادثات لم تسفر عن نتيجة"متعهدا بالاستمرار عن طريق إلغاء الدعم حيث من المقرر أن تستأنف المحادثات بين الجانبين يوم الاثنين. و أكد غودلاك في بيان أصدره عقب الاجتماع أن "الحكومة ستواصل السعي إلى تنظيم قطاع تكرير النفط بشكل كامل ولكن في ضوء الصعوبات التي عاني منها النيجيريون و بعد المشاورات الواجبة وافقت الحكومة على خفض سعر البنزين". و أشار إلى أن المظاهرات "طغى عليها هؤلاء الذين يسعون إلى تشجيع الفوضى والخلاف وانعدام الأمن "لافتا إلى أن "معلومات خطيرة في المجال الأمني بحوزته "تشير إلى أن عناصر من خارج الحركة النقابية يمكن أن تحاول الدخول على خط حركة الإضراب". واشترطت النقابات أن تعيد الحكومة فوار سعر البنزين إلى 65 نايرا مقابل إلغائها للإضرابات و الاحتجاجات وكذا استئناف المحادثات بالرغم من أنها ترى أن "الحكومة مستعدة على ما يبدو لخفض سعر البنزين و ليس العودة إلى المستويات القديمة". و قال عبد الواحد عمر رئيس اكبر نقابة "المؤتمر العمل النيجيري"عقب المفاوضات أن "الاجتماع لم يصل بعد إلى طريق مسدود ولكننا لم نتوصل إلى تسوية "مهددا باستئناف الإضراب العام لإفساح المجال أمام المفاوضات اليوم إذا لم يتم في هذه الأثناء التوصل إلى اتفاق". و بخصوص احتمال إقفال منصات النفطية قال النقابي النيجيري "أننا نعالج هذه المشكلة بشكل تدريجي و نعطي دائمة فرصة للسلام "مضيفا أن "منصات إنتاج النفط لن تقفل إلا في حال فشل المحادثات تماما". ومن جهتها أعلنت نقابة "مؤتمر اتحاد التجارة' في بيان أصدرته اليوم أن "المفاوضات "تعطلت بسبب الاختلاف حول طريقة إيجاد حل الأزمة "مضيفا أن "وعدنا انه بعد إعلان تعليق زيادة الأسعار ستعلق النقابات و حلفاؤها فور الإضرابات و التجمعات و المظاهرات". و يذكر أن نقابات عمال النفط النيجيرية كانت قد هددت بأنها ستوقف إنتاج النفط إذا ما وصلت المفاوضات إلى" الطريق المسدود". و يرى محللون أن خفض سعر البنزين إلى 65 نايرا دون أي ضمان لإلغاء الدعم في المستقبل سيكون "تنازلا كبيرا" فيما اعتبر بعضهم أن أسعار النفط العالمية زادت بسبب المخاوف المتعلقة بإمدادات نيجيريا أواخر الأسبوع وأن أي انقطاع للإنتاج سيرفع أسعار النفط بشكل كبير. وكان عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع ونظموا إضرابات طيلة خمسة أيام متتالية الأسبوع الماضي احتجاجا على إلغاء دعم الوقود ابتداء من 1 يناير الجاري مما أدى إلى رفع سعر البنزين من 65 نايرا الى 150 ناير/. وتساهم نيجيريا التي تنتج مليوني برميل يوميا بنحو ثمانية في المائة من واردات النفط الأمريكية كما تعد مصدرا أساسيا لأوروبا وآسيا. و قد قررت الحكومة النيجيرية التوقف عن دعم اسعار الوقود لتمويل تحديث البنى التحتية لكن ارتفاع سعر البنزين الى الضعف اضر بالسكان على الصعيد النقل و الكهرباء لا سيما ان دخا الفرد لا يتعدى دولارين في اليوم. و ادى هذا القرار الى شن اضراب ومظاهرات واسعة منذ الاثنين الماضي تخللتها صدامات مع قوات الامن خلفت 15 قتيلا على الاقل.