الجزائر- بدأت نقابات العمال النيجيرية يوم الاثنين إضرابا عاما احتجاجا على إلغاء دعم الوقود في الوقت الذي تشهد فيه البلاد مواجهات عنف طائفية دامية تبنتها جماعة "بوكو حرام" المسلحة خلفت العديد من القتلى والجرحى. وتوعدت نقابات العمال النيجيريين بتنظيم اضراب مفتوح في كل انحاء البلاد اذا لم تتراجع الحكومة عن قرارها بالغاء الدعم على اسعار المحروقات والذي ادى اعتبارا من شهر جانفي الحالي الى ارتفاع مفاجئ في سعر الوقود مما ادى الى مظاهرات في كل انحاء البلاد احتجاجا على هذا الاجراء. وكانت المؤسسة المسؤولة عن تنظيم الوقود بنيجيريا اعلنت إلغاء الدعم ابتداء من الفاتح يناير في إطار "جهود خفض الانفاق الحكومي وتشجيع الاستثمار المطلوب في قطاع تكرير النفط ". كما اثار اجراء ارتفاع سعر لتر البنزين بين عشية وضحاها بنحو الثلث غضب الاتحادات العمالية والمواطنين النيجيريين العاديين حيث تجمع آلاف النيجيرين في الأسبوع الماضي في مدن من بينها العاصمة أبوجا والعاصمة التجارية لاغوس للتعبير عن غضبهم . ويعتزم النيجيريون العاديون تنظيم مظاهرات ضخمة تتزامن مع الاضراب المقرر يوم الاثنين. وعبرت النقابات في بيان مشترك عن أملها في "أن يستمع الرئيس غودلاك جوناثان للصوت العالي للشعب النيجيري بالوقف الفوري لزيادات أسعار الوقود". وفى جلسة طارئة يوم الاحد طلب البرلمان النيجيرى من الحكومة العودة عن قرارها زيادة اسعار المحروقات لافساح المجال امام تقدم الحوار كما طلب النواب من النقابات تعليق الدعوة الى الاضراب والمشاركة فى حوار معمق حول هذه القضية. وقام الرئيس غودلاك جوناثان بمحاولة اخيرة السبت الماضي عبر توجيهه كلمة متلفزة دافع فيها عن سياسة حكومته آملا في ان تعود النقابات عن مشروع الاضراب لكن النقابات اكدت ان خطاب جوناثان لم يؤتر فيها واصرت على خطوتها التى تهدد بشل البلاد. و دافع الرئيس النيجيري عن قراره واعتبره في "مصلحة" نيجيريا مشيرا الى انه "ينبغي التحرك من اجل المصلحة العامة" وان "قسوة الإجراءات غير مهمة لان معاناة اليوم لا يمكن مقارنتها بفوائد الغد". وشدد على انه اتخذ قراره من اجل "أن تكون نيجيريا في افضل حال". ويتصاعد هذا الغضب الاجتماعى على خلفية توتر طائفى متفاقم وهجمات دامية منذ الاعتداءات الدامية التى وقعت ليلة 25 ديسمبر بمناسبة عيد الميلاد المسيحى وخلفت 49 قتيلا على الاقل اسفرت ستة هجمات جديدة على مسيحيين فى شمال نيجيريا عن سقوط اكثر من 80 قتيلا. وقد تبنت حركة "بوكو حرام" المسلحة المتطرفة غالبية هذه الهجمات. واعتبر الرئيس النيجيرى هذه الاعتداءات التى تنسب الى جماعة "بوكو حرام" "اسوأ" من الحرب الاهلية فى الستينات. وفي اعقاب ذلك كانت سلطات ولاية آداماوا شمال شرق نيجيريا قد فرضت يوم السبت حظر التجول لمدة 24 ساعة فى البلدات الرئيسية عبر الولاية بعد قيام جماعة بوكو حرام المسلحة بقتل 12 شخصا بالرصاص في إحدى الكنائس يوم الاحد. وكان الرئيس النيجيري جوناثان غودلاك أعلن الأسبوع الماضي فرض حالة الطوارئ في عدة ولايات بشمال شرق ووسط غرب البلاد التي تشهد منذ أشهر تصاعدا لهجمات تنفذها حركة "بوكوحرام". واعلن الصليب الاحمر ان عدد ضحايا هجمات شنها مسلحون في بلدة موبي النيجيرية بلغ 21 قتيلا فيما تحدثت تقارير عن احتمال وقوع هجمات جديدة في شمال شرق البلاد مما اثار المخاوف من نشوب صراع طائفي في نيجيريا. وفي ولاية اداماوا الشمالية الشرقية اعتقلت القوات النيجيرية 17 مشتبها بهم على ذمة تفجيرات ليلة أمس السبت فى مدينة موبي في ولاية اداماوا. وقتل 14 شخصا فى موبى برصاص المسلحين في هجومين منفصلين يومي الخميس والجمعة .