خلت شوارع العاصمة التجارية لاغوس تقريبا من المارة باستثناء الشبان الذين يقفون عند حواجز الطرق في محاولة لمنع السيارات من السير ومجموعات من المحتجين وعدد من الباعة المتجولين المضطرين للعمل لكسب قوت يومهم من بيع العصائر أو بطاقات الهواتف المحمولة. وأغلقت البنوك والمطاعم والمتاجر مما يدل على أن الإضراب يسبب ضررا بالغا للاقتصاد الذي يقل فيه دخل أغلب السكان عن دولارين في اليوم. وأحدثت الأزمة بين الحكومة النيجيرية والنقابات العمالية بسبب إلغاء الدعم الحكومي للوقود شللا في البلاد لليوم الثالث على التوالي، ولا يبدي أي من الجانبين أي مؤشر على التراجع. وتعهد العمال بمواصلة الإضراب المفتوح عن العمل ما لم تعد الحكومة الدعم الحكومي للوقود الذي ألغته في الفاتح جانفي، لكن السلطات قالت إنها ستحجب الأجور عن موظفي الحكومة الذين ينضمون للإضراب. ويقول اقتصاديون إن الدعم الحكومي للوقود سيؤدي قريبا إلى إفلاس البلاد، لكن إلغاءه أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود لأكثر من الضعف، أي إلى 150 نايرا (93,0 دولار) للتر، الشيء الذي حرم النيجيريين مما يعتبره كثيرون الميزة الوحيدة التي يحصلون عليها. وفي هذه الأجواء المشحونة بالتوتر الطائفي أيضا، اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول أمس، مع وزير خارجية نيجيريا أولوغبينغا أشيرو في أعقاب إعلان المنظمة الدولية عن قلقها من موجة العنف الطائفي والإثني، التي تعصف بهذا البلد. وعقد اللقاء بين بان كي مون وأشيرو عقب نشر الأممالمتحدة تقريرا ألمح إلى وجود علاقات بين جماعة بوكو حرام المتطرفة المتهمة بالوقوف وراء هذه الهجمات، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأشار تقرير الأممالمتحدة إلى ''القلق المتعاظم في المنطقة حيال وجود علاقات محتملة بين بوكو حرام وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''.