المدية - نظمت مصالح أمن ولاية المدية مند أمس الثلاثاء عملية إنسانية واسعة النطاق تمثلت في توزيع وجبات غذائية على العديد من العائلات المعوزة التي تعيش وسط ظروف هشة. وفي هذا الإطار جابت فرق متنقلة تابعة لمصالح الشرطة القضائية على متن أربع سيارات صالحة لكل الميادين طيلة ليلة أمس الأحياء السكنية الواقعة بضاحية مدينة المدية لتوزيع وجبات غذائية على العائلات المحرومة و الاستفسار عن ظروفها المعيشية خلال هذه الفترة المتميزة بالتقلبات الجوية حيث تلاقي العديد من هذه العائلات صعوبات كبيرة للحصول على قارورات غاز البوتان. و كما ذكر أحد الضباط المكلفين بإنجاز هذه العملية في تصريح لوأج فإن هذا العمل الإنساني الذي بادرت به المديرية العامة للأمن الوطني جاء بدافع قوي للتضامن مع هذه الفئة من المجتمع في هذا الظرف الصعب و بغرض جلب الدفء إلى قلوب عشرات هذه العائلات التي تشعر أنه تم التخلي عنها. و قد قضى عناصر الشرطة القضائية رغم البرد القارس طيلة ليلة أمس بحثا عن العائلات المحتاجة بمساعدة شباب من الأحياء المستهدفة الذين سروا كثيرا لتواجد عناصر الأمن الوطني إلى جانب المواطنين في حالة حرج في هذه الساعة المتأخرة من الليل. و يشار في هذا الصدد أن عددا كبيرا من العائلات القاطنة بأحياء سيدي صحراوي بوسط مدينة المدية و أبوشة و شلعلع بالضاحية الجنوبية للمدينة و بالحي القصديري " الراية" الواقع بحي تاقبو استقبلت عناصر الأمن الوطني التي سلمتها وجبات غذائية و اطلعت على ظروفها المعيشية. و أكد نفس الضابط أنه سيتم رفع انشغالات هذه العائلات إلى السلطات المعنية قصد التكفل بها. و من جهتها ضاعفت الجمعيات الخيرية من نشاطاتها في الأيام الأخيرة للمساهمة في النشاطات التضامنية و مساعدة الفئات الاجتماعية المتضررة أكثر من بقية السكان نتيجة استمرار التقلبات الجوية. و في هذا الإطار يساهم شباب متطوع بالجمعية الخيرية " ناس الخير" للمدية منذ ثلاثة أيام في عملية توزيع وجبات ساخنة على العائلات المعوزة و عابري السبيل الذين تعذر عليهم التنقل نتيجة تراكم الثلوج و كذا الأشخاص بدون مأوى. و أفاد أحد منشطي هذه الجمعية أنه تم في الأيام الأخيرة توزيع ما بين 200 و 400 وجبة ساخنة على العائلات متواضعة الحال الساكنة بأحياء " رمالي" و " عين لعرايس" بأعالي المدية و وزرة و بن شكاو و الحمدانية أين تم التكفل بعدد كبير من أصحاب السيارات و عابري السبيل الذين حصروا لبضعة ساعات بفعل الثلوج. كما قام أعضاء الجمعية بزيارة عدد كبير من الأشخاص بدون مأوى المتواجدين بمدخل العمارات وبالمستودعات المهجورة حيث وزعت عليهم مواد غذائية وأغطية. و أكد المشرفون على الجمعية أن هذا النشاط التضامني سيتواصل خلال الأيام القادمة. وأمام موجة البرد التي تجتاح المنطقة منذ بضعة أيام قامت السلطات المحلية بتعزيز جهاز تموين المواطنين بالمواد الطاقوية لاسيما بالمناطق الريفية و النائية. وفي هذا الإطار تم مساء أمس الثلاثاء توجيه حصة إضافية من غاز البوتان قدرت بأكثر من 7.000 قارورة إلى مراكز التعبئة و التوزيع بالولاية وزعت على مختلف البلديات الريفية حيث أدى البرد القارس إلى ارتفاع الطلب على هذه المادة حسب مديرية الطاقة و المناجم. وأضاف ذات المصدر في هذا السياق أنه تم منذ بداية التقلبات الجوية الجمعة الماضي توزيع 12.000 قارورة غاز على مركزي التعبئة للزبيرية وبني سليمان اللذان يضمنان على التوالي تموين البلديات الريفية الواقعة جنوب وشمال شرق الولاية فيما تم توجيه حصة أخرى من قارورات غاز البوتان إلى مخزن التوزيع التابع لمؤسسة نفطال المتواجد ببلدية ذراع السمر الذي يضمن تغطية الاحتياجات من هذه المادة بالجزء الغربي للولاية. وأفاد المصدر من جهة أخرى أنه يترقب نهار اليوم وصول نحو 12.500 قارورة من غاز البوتان مشيرا إلى أنه علاوة عملية التموين التي تقوم بها مؤسسة نفطال قدمت رخص خاصة إلى مختلف المجالس الشعبية البلدية المحلية للتموين مباشرة لدى مركز التوزيع لولاية البليدة بغرض تلبية الطلب المتزايد على هذه المادة نتيجة الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة.