الجزائر - تميز النشاط الحزبي يوم الجمعة بتنظيم المؤتمرين التأسيسين لكل من حزب جبهة العدالة و التنمية و جبهة المستقبل و تنشيط تجمع لحركة الاصلاح فيما تم تأجيل نشاطات حزبية أخرى بسبب الاضطرابات الجوية. وتمت تزكية عبد الله جاب الله رئيسا لجبهة العدالة و التنمية خلال المؤتمر التأسيسي للحزب الذي انطلقت أشغاله صباح الجمعة. و كان جاب الله قد دعا في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الى تكريس مبدأ "توازن الصلاحيات" بين السلطات خلال التعديل الدستوري القادم. و قال أن حزبه مع كل جهد يبذل لبناء "مسعى ديمقراطي صحيح" مبني على "التوازن الحقيقي" بين السلطات الثلاث (التشريعية و التنفيذية و القضائية) و الفصل بينها مشددا على ضرورة تكريس ذلك خلال عملية مراجعة الدستور المعلن عنها. ولدى تطرقه لملف الاصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر ثمن المتدخل هذا المسعى من اجل ارساء نظام ديمقراطي تعددي غير انه يبقى —حسبه— "ناقص وبحاجة الى مزيد من الاجراءات". في هذا الشأن دعا السيد جاب الله إلى إدخال "المزيد من الاصلاحات" على القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات و الى "اعادة النظر" في معايير ضبط الوعاء الانتخابي. أما جبهة المستقبل فزكت في ختام أشغال مؤتمرها التأسيسي الذي انطلق امس الخميس المترشح الوحيد بلعيد عبد العزيز رئيسا للحزب بالإجماع. كما تمت المصادقة على تقارير لجنة الترشيحات ولجنة المبادئ و القيم و برنامج الحزب و القانون الاساسي و تم أيضا انتخاب المجلس الوطني الذي يضم 171 عضوا من بينهم 40 بالمائة من النساء. وأوضح البيان الختامي أن استقطاب الجماهير سيتم من خلال "الحوار و الإقناع و ابراز أهداف الحزب المتمثلة في محاربة الفساد بكل أنواعه و عدم المساس بالسيادة الوطنية و رفض التدخل الأجنبي مهما كان نوعه". "كما تنبذ الجبهة —يضيف البيان— العنف و التطرف و الجهوية و المحاباة و تسعى لى ارساء قيم المواطنة و الحس المدني و تفعيلها". و من جهتهما أعلنت كل من جبهة القوى الاشتراكية و التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية عن تاجيل نشاطتها بسبب رداءة الأحوال الجوية. وهكذا أجلت جبهة القوى الاشتراكية تنظيم الاتفاقية الوطنية المزمع عقدها يوم السبت 11 فيفري الى 17 فيفري 2012 . و أجل التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية اجتماع مجلسه الوطني الذي كان من المقرر تنظيمه امس الجمعة الى نفس التاريخ (17 فيفري). و من ناحية أخرى أكد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني حملاوي عكوشي خلال لقاء جمعه يوم الجمعة بمناضلي حزبه بالشلف أن الانتخابات القادمة قادرة أن تكون "مخرجا حقيقيا للتغيير السلمي" بالجزائر اذا ما سادتها الشفافية. ومن جهة أخرى أشاد حملاوي بخطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الا انه اشار الى ان هذا الخطاب يبقى "غير كاف إذا لم تتبعه قرارات ملموسة بإمكانها تحييد الانتخابات القادمة عن كل التجاوزات". كما عبر الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني عن تخوفه من ألا يعرف الاستحقاق الانتخابي القادم إقبالا مكثفا من طرف المواطنين.