الجزائر - أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي يوم الأربعاء أن العلاقات الجزائرية الاسبانية "ممتازة" على جميع الاصعدة السياسية و الاقتصادية و الثقافية. و صرح مدلسي خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الاسباني مانوال غارسيا مارغايو أنه "منذ التوقيع على معاهدة الصداقة و التعاون و حسن الجوار عرفت العلاقات العريقة التي تربط بلدينا تقدما ملحوظا ". وعقد مدلسي و غارسيا مارغايو جلسة عمل تطرقا خلالها إلى مجال التعاون الثنائي و المسائل ذات الاهتمام المشترك. و قال مدلسي في هذا الصدد "تطرقنا إلى قضايا الساعة خاصة الأزمة في سوريا و المسائل التي تشغلنا مثل الملف النووي الايراني". و تناول الطرفان بالمناسبة الشروط التي من شأنها السماح بوضع "آليات أكثر" و "طاقات أكثر" من أجل بلوغ الأهداف المنشودة. و تسعى الجزائر إلى تطوير الانتاج و التصدير خارج المحروقات في حين تسعى اسبانيا إلى تطوير الصادرات من السلع و الخدمات في ظرف اقتصادي صعب. و أضاف مدلسي قائلا "قررنا أولا تعزيز ما هو موجود و هو معتبر لأن اسبانيا تحظى بمكانة هامة في مجال الطاقة وكذا في القطاعات الحساسة خارج المحروقات على غرار الصناعات الغذائية و الصيدلة و تحلية مياه البحر" مشيرا إلى الحضور "الهام" للمؤسسات الاسبانية في الجزائر. و استطرد وزير الشؤون الخارجية يقول "يتعين علينا دعم المتعاملين الاقتصاديين اكثر و اتفقنا على أن يكون هذا الدعم ملموسا كما اتفقنا على انشاء غرفة التجارة المشتركة الجزائرية الاسبانية قبل نهاية السنة الجارية". و دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق إلى تحديد مجالات أخرى للتعاون مذكرا بمجال الطاقات المتجددة كقطاع واعد حيث تتوفر الجزائر على "مؤهلات هامة". و أضاف أن "ذلك يعد محورا من شأنه إعطاء علاقاتنا دفعا قويا في المستقبل". و بخصوص الأمن بمنطقة الساحل جدد مدلسي موقف الجزائر مؤكدا أن مكافحة الإرهاب في هذا الفضاء تخص بلدان الميدان في أول الأمر. و استطرد قائلا أن هذه البلدان بحاجة إلى الدعم اللوجيستيكي من شركائها غير الإقليميين مثل الإتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدة موضحا أن اسبانيا تنضم إلى هذه الإستراتيجية. و فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية أعربت الجزائر و اسبانيا عن عزمهما على مكافحة هذه الظاهرة مؤكدا أنه يتم "التحكم" في الوضع على هذا الصعيد. و قال مدلسي في هذا الصدد أن الإتفاقات المبرمة بين الطرفين في هذا المجال "مطبقة" و "بشكل متوافق". و في رده على سؤال حول مذكرة التفاهم التي سيتم التوقيع عليها بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي أشار مدلسي إلى أنه تم استكمال هذه المذكرة و سيتم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في "الوقت المناسب" بهدف "إرساء قواعد و مبادئ التعاون على المدى المتوسط مع كافة البلدان الأوروبية". و أضاف أنه يجب على "هذا التعاون أن يأخذ بعين الإعتبار توازن المصالح بين البعض و البعض الآخر". و قال أن الجزائر بصدد استكمال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول التفكيك الجمركي معربا عن أمله في أن يتم خلال الأسابيع المقبلة استكمال كافة المسائل العالقة مع الإتحاد. و من جهته أعرب الوزير الاسباني عن ارتياحه للإصلاحات التي تمت مباشرتها في الجزائر معتبرا أنها ستكون "بمثابة قدوة لبلدان المنطقة التي عانت من اضطرابات سياسية حادة". و أضاف الوزير الاسباني "قررنا تكثيف علاقات التعاون بيننا" معلنا بهذه المناسبة عن عقد قمة في شهر أفريل المقبل تجمع بلدان الضفة الجنوبية باسبانيا و ألمانيا. كما أبرز رئيس الدبلوماسية الاسبانية "التعاون القوي" في مجال الهجرة غير القانونية موضحا أنه سمح بتراجع هذه الظاهرة بأزيد من 20 بالمئة في 2011 من خلال تسجيل أكثر من 1600 عملية إعادة إلى البلد في نفس السنة.