باتنة - أبهر الحرفي محمد مداح، الجمهور الباتني بمعروضاته المشكلة من نبات الدوم والتي يعرضها بجناح مخصص له بمناسبة اقامة الأسبوع الثقافي لولاية الشلف المقام الى غاية 24 فيفري. ويتوقف زوار المعرض مطولا للتعرف على منتوجات هذا المبدع ذي ال 65 سنة الذي يحول خيوط نبات الدوم إلى تحف فنية رائعة زاد من جمالها تلك الدقة في التشكيل وفي اعطاء كل قطعة طابعها المميز . ويحكي هذا الحرفي الذي يتواجد ضمن القافلة الثقافية لولاية الشلف المتواجدة بباتنة منذ 19 فيفري لوأج قصة عشقه الطويلة لنبات الدوم و"متعته الكبيرة" في مداعبة الخيوط الرفيعة التي تنتهي دائما الى قطعة فنية قد تكون "مظلا" أو "قفة" أو "مروحة" و ربما قطعا مصغرة لكراسي هزازة وحتى قصع و فناجين قد تجد لها مكانا في المطبخ أو تكون جزءا من الديكور المنزلي أو يأخذها كتذكار زائر أو سائح. وحول قصته مع مادة الدوم يقول عمي محمد " الحاجة هي التي دفعتني إلى تعلم هذه الحرفة التي توارثتها عن والدي لأتقن خباياها وعمري لا يتعدى 15 سنة لأن نبات الدوم منتشر بكثرة بولاية الشلف وصناعه كثيرون لكن حبي لحرفتي جعلني أبدع فيها وأنا اليوم بعد 50 سنة من الخبرة أروج لهذا المنتوج التقليدي أينما حللت". وفي الجناح الذي خصص لمعروضاته بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة لا يتوانى هذا الحرفي وهو يستقبل الزوار والفضوليين وحتى المبهورين بتحفه بوجه بشوش وابتسامة عريضة عن تقديم شروح عن نبات الدوم ومراحل تحويله ليصبح في شكله النهائي. ويجد هذا الحرفي متعة كبيرة في الحديث عن هذه الحرفة التي كانت تمتهن بغرض العيش من عائداتها لكن تحولت منتجاتها اليوم بموجب التطور و العصرنة إلى تحف مطلوبة. ويشبه نبات الدوم الذي يعرف بمناطق أخرى بتسمية "القش" الطبيعي سعف النخيل لكن أوراقه رفيعة كما يشرح السيد محمد مداح الذي أكد أن هذا النبات ينمو في المرتفعات والمناطق الجبلية و يبقى أخضر على مدار السنة لكن على من أراد العمل بأوراقه أن يقتلعه في شهر جوان وفي الفترة الصباحية ومن الأفضل تركه يجف كلية في الهواء الطلق لتسهل عملية ظفره وتشكيله وحتى تبقى القطع المتحصل عليها لفترات طويلة. وكشف هذا الحرفي أن كل منتجاته تلقى رواجا كبيرا لاسيما منها المظلات التي يشتد الطلب عليها ما بين شهري ماي وسبتمبر مؤكدا بفخر الإقبال الذي شهدته أيضا خلال المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر العاصمة في 2009 إلى جانب المروحات التي قدم العديد منها كتذكار لضيوف تلك التظاهرة . ولم يخف الكثير من الزوار إعجابهم بهذه المنتجات اليدوية التي تحمل ميزات فنية خاصة .وأعربوا لوأج عن أن الأسابيع الثقافية التي تقام من حين إلى آخر ساهمت بشكل فعال في التعريف بالموروث الثقافي والحضاري الذي تزخر به مختلف ربوع الجزائر.