الجزائر - دعا المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي انطلق اليوم الاحد بالعاصمة القطرية الدوحة إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة لحماية القدس من مخططات الاحتلال الاسرائيلي الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة و طمس كل معالم و جذور الشعب الفلسطيني. و يهدف هذا المؤتمر الذي يدوم يومين إلى مناقشة السبل الكفيلة لإنقاذ القدس و الحفاظ على هويته و مواجهة الخطط الإسرائيلية الساعية لتهويده على مدار يومين و هذا غداة الاعتداء السافر الذي نفذته قوات الاحتلال عقب صلاة الجمعة الفارط على المصلين في باحات مسجد القدس. و أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة خلال هذا المؤتمر أن الضرورة تقتضى العمل على عدة محاور اهمها "أن تصبح قضية القدس العنوان الرئيسى فى علاقات الدول العربية والاسلامية مع دول العالم" مضيفا أن المحور الثانى هو "السعى لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسى عبر تبنى المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات وغيرها من المشاريع" فيما يتمثل المحور الثالث في "العمل على وجود تواصل دائم مع أبناء القدس لكسر الحصار المفروض عليها و عليهم". كما أكد الرئيس الفلسطيني امام نحو 350 شخصية قدمت من 70 دولة على "ضرورة تشجيع كل من يستطيع خاصة من الدول العربية و الاسلامية على التوجه لزيارة القدس و ذلك لتعزيز صمود أهلها" معتبرا ان الزيارة "لا تعتبر في كل حال من الاحوال تطبيعا مع الاحتلال". و أوضح ان "متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال المتسارعة أبشع وأخطر الوسائل يبين أنهم(سلطات الاحتلال) يخوضون اخر "محطات جريمتهم في تهويد القدس من خلال الهحذجماتالاستيطانية المتتالية". و أما رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري فقد دعا من خلال المؤتمر إلى تقديم الدعم الكامل للقدس والمؤسسات المقدسية حتى تتمكن من القيام بواجبها في مواجهة عمليات الاستيطان والتهويد التي تتعرض لها مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى مشيرا إلى انه مناسبة لاطلاع المشاركين على ما تعرضت وتتعرض له مدينة القدس بشكل عام من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي". و من جهته أكد الشيخ محمد حسين مفتى القدس أن المؤتمر الدولى لدعم القدس "جاء فى وقته تماما نظرا للمخاطر الكبيرة التى تحدق بمدينة القدس والمسجد الأقصي المبارك على اعتبار ان سلطات الاحتلال تركز على المسجد الأقصى المبارك في السياسات و هناك حرص من قبل الاحتلال علي تدنيسه وتهويد المدينة المقدسة بشكل كامل". و بخصوص الدعم المإلى الذي يجب تقديمه لمدينة القدس قال الشيخ محمد حسين "بكل تأكيد لكي نصمد فى المدينة المقدسة لابد من الدعم المإلى والمعنوى حتى يستمر أبناء القدس فى الصمود ليدافعوا عن الأقصي و هذا يفرض علي الأمتين العربية والإسلامية مسئولية أن تسخرا كل طاقاتهما وإمكانياتهما لتحقيق هذا الهدف ". و من جهته دعا الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون إلى "ضرورة تجميد الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا انه يشكل عقبة رئيسية أمام استئناف المفاوضات بين الجانبين في إطار حل الدولتين". و شدد بان كي مون فى رسالة القاها نيابة عنه منسق الاممالمتحدة لعملية السلام فى الشرق الاوسط روبرت سرىعلى "الصلة الوثيقة بين مسألة القدس ومسار السلام في الشرق الأوسط" موضحا أن ما تقوم به إسرائيل في القدس "يتناقض مع التزاماتها المعلنة بالسلام الدائم مع الفلسطينيين عن طريق حل الدولتين ويهدد التنوع الحضاري للمدينة". كماجدد إدانته واستنكاره الشديد للمخططات والممارسات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس وطمس معالمها التاريخية والجغرافية و الثقافية و التي أفرزت تداعيات إنسانية كارثية من شأنها التأثير على التركيبة و النسيج الديموغرافي لسكان المدينة المقدسة". و أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على هامش اشغال هذا المؤتمر" بأن مشكلة القدس لن تحل بمفردها أو بمعزل عن القضية الفلسطينية" موضحا إلى ان " المشكلة الحقيقية هي ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة و هذا الموضوع لاتستطيع المؤتمرات أن تقررفيه وأن الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تتخذ بشأنه قرارات هي مجلس الأمن الدولي". و أضاف العربي ان هذا المؤتمر " يسعى إلى تصحيح المفاهيم حول مدينة القدس وتوضيح الخطر الذي تتعرض له المدينة يوميا كما يسعى إلى الدعوة لإحداث تغيير حقيقي على الأرض". و أما امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني فقد تقدم في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر باقتراح يرمي إلى التوجه إلى مجلس الأمن بغرض استصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ احتلال عام 1967 في القدس العربية بقصد طمس معالمها الإسلامية و العربية و هو ما ينسجم مع قرارات عديدة سابقة لمجلس الأمن يدعو فيها إسرائيل للتراجع عن جميع الإجراءات التي اتخذتها لتهويد القدس. ويسعى مؤتمر الدوحة الذي يعد الثاني بعد مؤتمر 2008 إلى إقرار حزمة من خطط التنمية للقطاعات المختلفة وفقا لرؤية تمتد لثمان سنوات مقبلة تنتهي في 2020 لتعزيز صمود المقدسيين والتأكيد على دعم الدور المركزي لمدينة القدس ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وفق ما أكدت تقاريراخبارية. و قد احتلت اسرائيل القدسالشرقية العربية فى حرب عام 1967 وضمتها فى اجراء لم يحظ باعتراف دولى.