الجزائر - تجري حاليا مشاورات مكثفة بين اعضاء ما يسمي بالحركة التقويمية "المنشقة" عن القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني و الامين العام لهذه التشكيلة السياسية "لايجاد آليات تسمح بتجسيد مبادرة صلح بين الفرقاء ورأب الصدع الذي وقع بين الجانبين بعد المؤتمر التاسع الذي انعقد في مارس 2010" حسب ما علم يوم الأربعاء من مصادر مقربة من الحزب. وفي هذا السياق لم ينف ولم يؤكد مسؤول الاعلام بحزب جبهة التحرير الوطني عيسي قاسة في اتصال مع (وأج) حقيقة انعقاد لقاء بين صالح قوجيل المنسق العام للحركة وعبد العزيز بلخادم الامين العام للحزب ل"تحقيق المصالحة بين الطرفين" موضحا أن بلخادم "يستقبل يوميا العديد من مناضلي الحزب واطاراته" لدراسة ومناقشة القضايا التي تهم الحزب". ومن جهة أخرى أكد مصدر مقرب من الحركة التقويمية طلب عدم كشف هويته خبر اللقاء بين الطرفين مشيرا إلى انه قد تم الاتفاق اثناء اللقاء على ضرورة اجراء "مشاورات معمقة لايجاد آليات فعالة تساهم في التوصل إلى أرضية تجسد مبادرة الصلح بين الطرفين في اقرب وقت ممكن". و أوضح نفس المصدر بان هذه "الالية التي يجري التشاور بشانها لعرضها على الاجتماع القادم الذي سيجمع بين السيدين قوجيل وبلخادم في الايام القليلة القادمة تهدف إلى رأب الصدع بين الاخوة ولم شمل المناضلين واعادة ترتيب شؤون الحزب قبل خوض الانتخابات التشريعية القادمة". و أضاف ذات المصدر ان هناك ارادة لدى الطرفين ل"تجاوز الصعاب حفاظا على مصلحة الحزب والتوصل إلى اتفاق يسمح بطي صفحة الخلاف الذي طفى على السطح عقب المؤتمر الاخير للحزب وخوض الاستحقاق القادم معا والحفاظ على قوة الحزب و قاعدته الانتخابية" مشيرا إلى أن الجميع في الحزب "يدرك اهمية توحيد الصف وكذا التحديات والرهانات التي تنتظرالحزب خلال المواعيد الانتخابية القادمة". و يذكر ان ما يسمى ب"حركة التقويميين" قد برزت على الساحة الوطنية عقب تشكيل المكتب السياسي للحزب الذي انبثق عن المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني. وقد اتهم اعضاء الحركة التقويمية الامين العام للحزب بلخادم ب"الانفراد في اتخاذ قرارات خاصة بتسيير الحزب دون الرجوع إلى الهياكل والمناضلين وكذا منح عضوية اللجنة المركزية لمناضلين لاتتوفر فيهم الشروط الاساسية للحصول على عضوية اللجنة". وقد رد الامين العام للحزب السيد بلخادم على تلك الاتهامات بدعوة قيادة التقويميين إلى حضور اجتماعات اللجنة المركزية وطرح تلك الانشغالات للنقاش غير ان هؤلاء الاعضاء لم يحضروا اجتماعات اللجنة المركزية.