قام نحو 300 شخص بسحب الاوراق الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في مصر حتى اليوم الاثنين من لجنة الانتخابات الرئاسية في ثالث يوم من افتتاح باب عملية الترشح والتي ستدوم إلى غاية 8 أبريل القادم. وقد انتقد مرشحو الرئاسة قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية حظر الحملة الانتخابية من10 مارس وإلى غاية اعلان القائمة النهائية لاسماء المترشحين المقبولين للرئاسيات في حدود 30 افريل المقبل على ان تدوم الحملة مدة 21 يوما فقط. واعتبرالمرشح محمد سليم العوا فى بيان له أن قرار حظر الدعاية الانتخابية امرا غير مقبول. واعتبر الجدول الزمني للعملية الانتخابية تعجيزيا مطالبا اللجنة المشرفة على الانتخابات بمراجعة مواعيد الدعاية الانتخابية لتلائم هذا الحدث التاريخي الذي تشهده مصر. وانتقد المرشح عمرو موسى قرار الحظر وقال ان من شأن ذلك "تسهيل توجيه الاتهام" لاى مرشح بل واحالته إلى النيابة باعتباره يشمل الدعاية المباشرة وغير المباشرة طالبا من كافة مرشحي الرئاسة "الجادين ان يقفوا صفا واحدا ضد القيود التى قد تدفع بعض المرشحين على حساب اخرين". و أعلنت لجنة الانتخابات اليوم عن تسهيلات فيما يتعلق بجمع التوقيعات للمترشحين حيث يشترط القانون المصري ان يجمع المرشح الذى لاينتمى لحزب سياسي اما 30 توقيعا لنواب في البرلمان اوتوقيع 30 الف مواطن في 15 محافظة على الاقل. وباستثناء حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" المصري الذي قرر ترشيح احد نوابه بمجلس الشعب للرئاسيات لم يتقدم حتى الان أي مرشح من حزب سياسي وكل المترشحين الذي عبروا عن رغبتهم في خوض المنافسة الانتخابية من المستقلين الذين يرجون دعم الاحزاب. وتشهد الساحة السياسية المصرية حركة مشاروات بين الاحزاب فيما بينها ومع المترشحين بشان لاختيار من يدعمونه. وفي هذا الصدد اشارت مصادر التيار السلفي المصري ان هناك مشاروات بين حزب النور وجماعة الاخوان المسلمين للتنسيق بشان اختيار مرشح للرئاسيات. ويسيطر الاخوان والتيار السلفي على نحو 70 بالمائة من مقاعد مجلس الشعب المصري و 80 بالمائة من مقاعد مجلس الشوري ويشكلان معا حسب الملاحظين قوة سياسية مؤثرة. وكانت مصادر صحفية ذكرت ان اجتماعا ضم المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع ومحمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة مع ممثلين من التيار السلفى للاتفاق حول دعمهم مرشح للرئاسيات المقبلة مشيرة إلى أن ممثلى التيار السلفى طالبوا بترشيح نائب المرشد العام والرجل القوي في التنظيم خيرت الشاطر ليعبر عن التيارين إلا أن هذا الاقتراح رفضه الاخوان حتى لا يضعهم هذا الأمر فى حرج بعدما أعلنوا عدم الدفع بأحد أعضائهم للانتخابات". ولفتت المصادر إلى أن جماعة الاخوان المسلمين ربما تكون حسمت أمرها بشأن المرشح محمد سليم العوا بسبب مواقف الأقباط منه. واشارت إلى ان هناك اتصالات بين الجماعة وحزب النور بشان ترشيح المفكر الاسلامي طارق البشرى. وتشهد جماعة الاخوان بعض الاختلافات بداخلها بشان دعم المنشق عن الجماعة عبد المنعم ابو الفتوح خاصة بعد إعلان عدد من شباب الجماعة والحزب دعمهم لهذا المرشح . فيما دعت مجموعة صغيرة اخرى من الاخوان لدعم حازم صلاح أبو إسماعيل الذي يدعمه بعض التيار السلفي. وعلى صعيد اخر تجرى الأحزاب اليسارية والليبرالية اتصالات مكثفة للاتفاق علي مرشح واحد . وصرح نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع إنه سيتم الإعلان عن اسم مرشح خلال ايام . وأضاف أن أهم المعايير التي ستحدد رؤيتهم في الرئيس القادم بالاتفاق مع بقية الأحزاب هي أن يؤمن بحرية المعتقد والرأي وان يكون مناصرا للدولة المدنية الديمقراطية. ومن جهة اخرى اشارت مصادر نيابية لحزب الوفد ان 14 نائبا من هذا الحزب ينوون يوقعيع توكيلات للمترشح عمرو موسى معترضين بذلك على اعلان الهيئة العليا للحزب دعمها للمترشح منصور حسن. وترشح الاوساط الصحافية المصرية منصور حسن كاقوى منافس دخل الانتخابات الرئاسية حتى الان وترى صحيفة "الشروق" المصرية ان قنوات اتصال هذا الرجل مع جماعة الاخوان ومع الاحزاب الليبرالية لم تتوقف كما انه "يحضى" بتاييد المجلس العسكرى حتى الا مما يجعله مبدئيا اقوى المرشحين إلى ان تتأكد موازين اللعبة الانتخابية مستقبلا مشيرة إلى ان عمرو موسى كان يتصور في لحظة ما أن منافسه الرئيسى سيكون "سامى عنان" نائب رئيس الجلس العسكري وهى فكرة حسبها قد تعاود إنتاج نفسها إن تعقدت حسابات الرئاسة.