قال مدير المشاريع في المكتب الاقليمي لمنظمة الاصلاح الجنائي الدولي الموجود بالعاصمة الاردنية عمان عاصم تركاوي يوم الثلاثاء أن تجربة الجزائر في اصلاح السجون تعتبر "رائدة" على المستوى الاقليمي. وحسب الخبير تركاوي فان النموذج الجزائري يمكن تعميمه على دول المشرق و دول شمال افريقيا. و أشار تركاوي إلى "ريادة التجربة الجزائرية لاصلاح السجون في الاقليم" و ذلك يعود إلى كونها "تتوفر على رؤية واضحة في كيفية احداث الاصلاح". و نوه في هذا الصدد بما تم القيام به "عمليا" في الجزائر من حيث تعديل التشريع و ادخال مواد قانونية تحقق الاصلاح و تعمقه خاصة فيما يتعلق بعقوبة العمل للنفع العام كعقوبة بديلة للسجن في حالات معينة. و أشار بان عقوبة العمل للنفع العام لا توجد في اي دولة من دول المشرق العربي و لا اي دولة في شمال القارة الافريقية مؤكدا قناعته بان على هذه الاخيرة ان تستنبط من تجربة الجزائر و نقلها. و قال السيد تركاوي بان الجزائر تمكنت من ان تنقل تجارب دول اخرى و لكنها قامت بمسايرتها وفق واقعها و الخصوصيات التي تميز عاداتها و تقاليدها و ثقافتها. و اقترح الخبير على دول الاقليم دعوة اطارات جزائرية و اشراكها في ندوات و ملتقيات و دراسة مشاريعها او التنقل إلى الجزائر و المشاركة في لقاءات خاصة بالموضوع. و في هذا الشأن اوضح المسؤول بان المنظمة الدولية للاصلاح الجنائي التي انشئت في 1989 تقوم بتنظيم انشطة و خلق محاور لعرض التجربة "المتميزة" للجزائر مضيفا انه على الدول الاخرى ان تتبنى ذلك حسب ظروفها الخاصة. و من جهة اخرى استحسن السيد تركاوي كون موضوع المؤسسات العقابية بمختلف الدول لم يعد موضوعا حساسا مغلقا عليه (من الطابوهات) بل اصبحت "مفتوحة يمكن الاتصال بها بسهولة". و ذكر المدير بان دور المنظمة التي يعمل بها يكمن اساسا في الترويج لتبني اصلاحات داخل الانظمة الجنائية و العقابية بالتركيز على ان تتماشى التشريعات الوطنية للدول مع المعايير الدولية في هذه الانظمة. و تهتم المنظمة التي يوجد مقرها المركزي في لندن ايضا بتكوين الكفاءات القائمة على ادارة المؤسسات العقابية كما ان لها مشاريع مشتركة مع المركز الدولي للدراسات السجنية الذي يوجد ايضا بلندن.