دعت المنظمة الوطنية للمجاهدين مساء يوم السبت إلى ضرورة جعل موضوع تجريم الاستعمار في صلب اهتمامات وسياسات الدولة وتجنيد في سبيل ذلك كل فعاليات المجتمع ووسائل الإعلام المختلفة. وأكدت المنظمة في اللائحة السياسية التي تمت المصادقة عليها في أشغال اليوم الثاني للمؤتمر الحادي عشر بقصر الأمم (الجزائر العاصمة) على أهمية موضوع تجريم الاستعمار "الذي أراد البعض تجاوزه أو تناسيه" مذكرة بتصريحات مسئولين فرنسيين كبار يؤكدون فيها بأن العلاقات الجزائرية-الفرنسية "لن تستقيم إلا بإبعاد المتطرفين من الطرفين وذهاب جيل الثورة" ويكررون مقولتهم بأنه "حتى وإن ارتكبت أخطاء أثناء الحرب (الثورة) فإن المسئولية مشتركة, وبهذا يريدون أن يسووا بين الضحية والجلاد, وهذا هو المنطق الذي يريدون أن يفرضوه على الجزائر". وخير دليل على ذلك - تضيف المنظمة في اللائحة السياسية - التصريح الأخير للرئيس ساركوزي الذي قال بأن "فرنسا لا تعتذر للجزائر لأن الجزائر أساءت للحركى" معتبرة أن هذا المنطق "يناقض التاريخ والمبادئ الإنسانية وحرية الشعوب, إذ لا يوجد شعب في العالم يحترم الخونة". وأكدت المنظمة أن "بلادنا مستهدفة من جهات كثيرة" وأن "أساليب أعدائنا متنوعة ومتعددة وهدفهم استئصالها من جذورها والقضاء على مقومات وجودنا من دين ولغة وحضارة". وتعتبر المنظمة نفسها بمثابة "الوعاء الطبيعي للمجاهدين وذوي الحقوق والفضاء القانوني والسياسي والأخلاقي الذي يمارسون فيه نشاطهم وتتعاون مع جميع الأحزاب والجمعيات, تؤيد من يلتزم بمبادئ أول نوفمبر وبثوابت الأمة وتعارض كل من يمس بأدبيات الثورة وأخلاقياتها". كما أكدت على أنها "الذاكرة التاريخية لنضال الشعب الجزائري والحارس الأمين لثورته وأهدافها وهي المسئولة أمام التاريخ وأرواح الشهداء والأجيال القادمة على مكاسب هذه الأمة". من جانب آخر, ترى المنظمة أنه من الضروري فتح مجال التحاور والتواصل مع الشباب الذي يعتبر "مستقبل وأمل الجزائر" داعية الى تشجيع كل المبادرات التي "توحد الشباب وتجمعهم على حب الوطن والتفاني في خدمته". وبشأن الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة, باركت المنظمة هذا المسعى معربة عن أملها في أن يفضي الى "نتائج في المستوى المطلوب" وأن "تساهم المشاورات التي أجريت في بلورة الأفكار وتحديد أهداف هذه الإصلاحات من أجل بناء دولة ديمقراطية يسودها العدل والمساواة وحرية الرأي والتعبير دون إقصاء أو تهميش". وعلى الصعيد الخارجي, ثمنت المنظمة سياسة الجزائر الداعية الى توفير الشروط الضرورية لبناء وحدة مغاربية قادرة على أن تضمن لشعوبها الأمن والاستقرار في المنطقة". وبخصوص الانتفاضات والاحتجاجات التي طالت بعض الأنظمة العربية وعصفت بقياداتها, حذرت المنظمة من مناورات القوى العظمى التي "تعمل على تحويل بعض الثورات عن أهدافها" مشيرة الى أن الجزائر "ستبقى وفية لمبادئها وتتبنى قضايا الشعوب وتحترم اختياراتهم" وإنها "ضد كل تدخل أجنبي في شئون الدول كيفما كان نوع هذا التدخل وحجمه ووسائله".