ستتعزز الجهود الرامية إلى إدماج الأطفال المصابين بالتوحد بوهران بإنشاء خلال الدخول المدرسي القادم لقسم نموذجي مخصص لهذه الفئة الإجتماعية، حسبما علم اليوم السبت بمناسبة يوم إعلامي حول هذا الداء. وستسمح هذه العملية للتلاميذ المعنيين بمزاولة تعليمهم في السنة الأولى إبتدائي وفق البرنامج التعليمي الرسمي للوصاية، حسبما أبرزته مجموعة أولياء الأطفال المصابين بالتوحد لولاية وهران المنظمة لهذا اللقاء المتزامن مع اليوم العالمي للتوحد. وأوضحت السيدة سميرة توعا المكلفة بالإعلام لدى هذه المجموعة أنه سيتم تجنيد مربين متخصصين ضمن هذه المبادرة المشتركة مع مديرية التربية. وسيشمل هذا القسم النموذجي مجموعة أولى من الأطفال الذين أتموا بنجاح مرحلة التعليم التحضيري بروضة للأطفال مختصة في التكفل بالمصابين بالتوحد، حسب نفس المصدر. ويعتبر الأداء الذي حققه مرضى التوحد الصغار في القسم التحضيري مؤشر على قدرتهم على الإندماج ككل الأطفال تشير السيدة فريدة مليكاش المتخصصة في علم النفس والنطق والمسؤولة عن هذه المؤسسة. وأكدت في هذا الإطار على أهمية الكشف المبكر عن التوحد لتحسين التكفل في مرحلة التحضيري مشيرة إلى أن التشخيص السريع يشكل نقطة إنطلاق لتدخل فعال. وذكرت السيدة مليكاش بعدم توفر علاج للتوحد ولكن يوجد وسائل متعددة للتكفل المعرفي ويعد أسلوب التحليل السلوكي التطبيقي "أبا" الأكثر استخداما حيث يكتسي طابع تربوي مع إشراك تدخل مكثف بغية تحقيق أحسن إندماج في المجتمع. ويتعلق الأمر بتعليم مكثف يسمح للأطفال المصابين بالتوحد بالتقدم بشكل طبيعي من خلال علاقتهم مع بيئتهم ومساعدتهم على إدارة سلوكهم من أجل بلوغ بصفة تدريجية للإستقلالية والإندماج في المجتمع. وللإشارة، فقد شارك في هذا اليوم الإعلامي العديد من الأطباء والأساتذة والمحامين وإطارات لهيئات شريكة على غرار مديريات التربية والنشاط الإجتماعي والصحة والسكان إلى جانب الأولياء المعنيين والجمهور الواسع. وقد حدد التوحد الذي يعد اضطراب يصيب النمو في العامين الأولين من عمر الطفل الذي يترجم بخلل في الإدراك والسلوك في عام 1943 من قبل الأخصائي في علم النفس للأطفال ليو كانير (1894-1981) حيث تتمثل أعراضه الأساسية في الإنطواء على النفس وصعوبات في التواصل مع الغير والعزلة وجهل الآخرين وعدم قبول التغيير وكذا اضطرابات المزاج وفي النوم والأكل. وللتذكير، يحتفل باليوم العالمي للتحسيس بالتوحد يوم 2 أفريل من كل سنة وقد حدد هذا التاريخ عام 2007 من قبل منظمة الأممالمتحدة.